اتفقت مؤخرا شركات الإنتاج التلفزيوني مع عدد من المخرجين والمؤلفين لكتابة وإخراج مسلسلات رمضان 2024، سواء كانت مسلسلات خليجية أو عربية، وعادة تدور المفاوضات والمشاورات والاتفاقات حول ضرورة أن تكون هذه المسلسلات مثيرة للمشاهد بغض النظر عن قذارة أو تفاهة أو هبوط محتوى هذه الإثارة، والمؤلف يجب أن يكتب قصة مثيرة بكل معنى الكلمة، والمخرج يجب أن يقوم بإخراج لقطات ومشاهد مثيرة بكل معنى التفاهة والانحطاط.. فقصة المسلسل يجب أن تخترق كل المحرمات والقيم والمبادئ ومعاني الشرف والعفة والأخلاق والسلوك المحافظ للمجتمع والإنسان الخليجي أو العربي، والإخراج يجب أن يتضمن أقذر المشاهد وأقذر ما في السلوك الإنساني العربي والخليجي، وإلا لن تكون هناك إثارة بهذا المسلسل وقصته وإخراجه، ولن يحقق المسلسل شهرة إن لم تكن الإثارة القذرة والهابطة موجودة بمحتواه ومشاهده.
ومع الأسف فإن بعض شرائح المجتمع الخليجي والعربي تستهويها مسلسلات فيها هذا النوع من الإثارة، ومع الأسف أيضا فإن بعض المحطات التلفزيونية تستهويها هذه المسلسلات ذات الإثارة غير السوية وتحرص على دفع الأجور العالية لبث هذه المسلسلات في هذا الشهر الفضيل، ومع الأسف أيضا وللمرة الثالثة أن بعض - لاحظ كلمة بعض - من يسمون أنفسهم نقادا لا يمارسون الفضيلة في نقدهم وكشف خطر وهبوط محتوى هذه المسلسلات على الإنسان والمجتمع العربي والخليجي، بل يمجدون بها من أجل إرضاء هذا المؤلف وذاك المخرج وتلك الفضائية. لهذا فإن على كل أفراد المجتمع وخصوصا الكتاب والمحامين وقادة السلوك المجتمعي بالخليج والعالم العربي التصدي لهذه المسلسلات من خلال الأطر والقنوات القانونية لوقفها، وأيضا مقاطعة كل الشركات التي ترعى هذه المسلسلات بالقنوات الفضائية، وسنكون نحن في منتدى الأمن الإعلامي العربي أرامس بكارنتر وجمعية المجتمع والهوية العربية أراسوسيد بكارنتر بالمرصاد لهؤلاء في رمضان.
كاتب سعودي متخصص في الإعلام السياسي