العدد 5577
الأحد 21 يناير 2024
banner
د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
مهرج ميديا
الأحد 21 يناير 2024


مع ظهور الإعلام التفاعلي أو ما يسمونه حاليا "الإعلام الاجتماعي"، تغيرت الكثير من الثقافات والسلوكيات المجتمعية الإعلامية، وازداد هذا التغير كثيرا مع ظهور وسائل التواصل التفاعلي كالسناب شات والفيسبوك والإنستغرام وتويتر وتيك توك وغيرها من هذه الوسائل التي فتحت المجال لكل من هب ودب لتسويق سلوكياته ورسالته وفلسفته.
وعلى ضوء ذلك ظهر من يسمون أنفسهم أو من يسميهم الإعلام الهابط وقادته بمشاهير المنصات أو صانعي المحتوى، حيث قادت منصات التواصل التفاعلي بسلوكياتها وفلسفتها ورؤيتها الإعلامية والمجتمعية والفكرية مختلف شرائح وطبقات مجتمعنا العربي، وبالضرورة هناك مشاهير ارتقوا بمحتواهم الإعلامي ورسالتهم المجتمعية، سواء بتثقيف المجتمع صحيا أو وطنيا أو دينيا أو أخلاقيا، أو بتسويق رؤية وطموحات وآمال المجتمع والوطن.
وأيضا بالضرورة سنجد أن وسائل التفاعل الاجتماعي أفسحت المجال للتافهين والرعاع والدهماء والسوقة الذين استغلوا هذه المنصات لتسويق تفاهتهم وسلوكياتهم وأخلاقياتهم الهابطة عن طريق هذا المحتوى الإعلامي. وبنظرة سريعة على محتوى هؤلاء نجد أنهم لا يقومون بأي دور أخلاقي ومجتمعي، فهم لا يحضون على التمسك بالقيم والمبادئ والسلوكيات الإسلامية والمجتمعية المحافظة، بل نجدهم وبطريقة غير مباشرة يسوقون كل ما يتعارض مع هذه القيم المحافظة سواء بخلاعة اللبس والإيحاءات الجنسية بالنسبة للمشهورة، أو بخلاعة اللفظ وكلام الشوارع الذي يقومون به، أو بالتهريج بالحركات الصبيانية وغير السوية وكأنهم "أراجوزات".
كما أن هؤلاء لا يقومون بأي دور وطني بمحتواهم الإعلامي، فهم لا يدافعون عن الوطن ولا عن الحملات الخارجية التي يتعرض لها وطنهم أو مجتمعهم لأن جل همهم كسب مزيد من الأموال أو المتابعين أو الشهرة، ومع الأسف فإن المجتمع أيضا يشجع هؤلاء السوقة والرعاع على التربع على منصات التفاعل الاجتماعي، ولهذا حان الوقت لتسفيه هؤلاء وإيقافهم عند حدهم وإطلاق لقب "مهرج ميديا" على كل واحد من هؤلاء المشاهير التافهين. 

كاتب سعودي متخصص في الإعلام السياسي
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية