العدد 5576
السبت 20 يناير 2024
banner
د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
نقاط في صلاة الجمعة
السبت 20 يناير 2024


لصلاة الجمعة أهمية في ديننا الإسلامي، لما لها من مراسم تتمثل في تعطيل كل شيء إلا لعذر قاهر طبعا، وتوجه المسلمين للجامع ولبسهم أفضل وأحسن الثياب، إلا لعذر قاهر، واستماعهم لخطبة الجمعة وما تحتويها من رسالة إسلامية تشدد في مجملها على التمسك بكتاب الله وسنة رسوله والتركيز على القيم الإسلامية النبيلة من توحيد الله والإيمان بالملائكة والكتب والرسل واليوم الآخر.. وبقية ما أمرنا الله عز وجل به.
إلا أن هناك بعض الأمور التي نلاحظها ترتكب في صلاة الجمعة وقد تقلل ولو بنسبة قليلة من عظمة هذا اليوم المعظم عندنا، ونحن لسنا أوصياء، لكن نقول نتمنى أن تختفي هذه الأمور حتى نساهم كلنا كمصلين وكوزارة أوقاف وشؤون إسلامية في أن يكون هذا اليوم كاملا وخالصا لوجه الله، وأول هذه الأمور، لاحظ أننا استخدمنا كلمة أمور وليس أخطاء، هو الشدة بالصوت غير المبررة من قبل الإمام أثناء إلقائه خطبة الجمعة. فنلاحظ أن نسبة قليلة جدا من الخطباء في الجوامع في البلاد العربية يصرخون صراخا لا ينبغي أن يكون، فعندما يتحدث عن خصلة التوحيد وإخلاص التوحيد لله نراه لا يتحدث عنها بهدوء، بل نراه ينفعل ويهدد وكأن المصلين يستمعون لقائد ثورة وليس لإمام يفترض فيه أن يقتدي بالرسول والخلفاء وصحابة الرسول، فلم يثبت عن الرسول الكريم أنه كان يرفع صوته بصراخ، بل إن خطبة الوداع وما تحتويها من عظة ووصايا تدل على أن الرسول كان يخاطب جموع المصلين بهدوء وبصوت أشبه بالرجاء بأن يلتزموا هذه الوصايا.
ثاني هذه الأمور: المصلون المتأخرون وما يقومون به من إغلاق للشوارع إغلاقا يستحيل معه مرور سيارات الإسعاف إذا كانت هناك حالات طارئة جدا، فحتى لو انتهى الإمام من الصلاة وجئت متأخرا لكنك التزمت بقوانين المرور ولم تغلق الشارع، فالله سبحانه وتعالى يؤجرك على التزامك بقوانين الدولة، ويؤجرك إن شاء سبحانه وتعالى على صلاتك لأنه يعلم مدى اهتمامك ويعلم أن لديك عذرا قاهرا لكنك حاولت جاهدا وسعيت. والله دائما يعلم النيات.

كاتب سعودي متخصص في الإعلام السياسي
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية