العدد 5558
الثلاثاء 02 يناير 2024
banner
د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
كأس السوبر التركي
الثلاثاء 02 يناير 2024


تم منع إقامة كأس السوبر التركي بالرياض لأن الفريقين التركيين في اللحظات الأخيرة أصرا على حمل صور أتاتورك وشعارات وجمل تمجد به، إلا أن المنظمين السعوديين رفضوا تسييس المباراة التزاما بقوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي يمنع تسييس المباريات في البطولات الدولية خارج أرض الدولة. وبالطبع يستطيع الفريقان التركيان أن يفعلا ما يحلو لهما على أرض تركيا، لكن ليس خارج أرض تركيا، ولنا وقفات مهمة لأن الموضوع أخذ طابعا سياسيا، وهو يقع في مجال تخصصنا.
النقطة الأولى هي العقدة من العرب، حيث يشعر بعض الأتراك بتفوق العرب دينيا واجتماعيا وحضاريا، فالعرب لهم تاريخ منذ آلاف السنين وهم من حمل لواء نشر الدين الإسلامي للشعوب الأخرى بما فيها الشعب التركي. علاوة على أنهم بنوا حضارة إنسانية قدمت كل ما هو خير وتطور في مختلف المجالات، وهذا ما تفتقر إليه تركيا، إذ لم يكونوا موجودين كعثمانيين إلا قبل 600 عام، خلاف العرب الذين تواجدوا من آلاف السنين، ولهذا ونتيجة عقدة النقص حاول الفريقان التفاخر بمؤسس تركيا في أرض تعتبر أقدم أرض للوجود الإنساني.
النقطة الثانية هي أن الرئيس التركي أردوغان أحس بفداحة تسييس المباراة وطالب باستقالة رئيس الاتحاد التركي كونها ستثير حفيظة السعوديين والعرب وتؤثر على العلاقة بين تركيا والعرب في الوقت الذي عمل هو على إيجاد علاقة قوية بينه وبين الدول العربية، خصوصا السعودية ومصر. وفعلا حدثت حملات إعلامية على منصات التواصل الاجتماعي بين السعوديين وبدعم خليجي وعربي وبين الأتراك، وشن السعوديون حملات عنيفة على تركيا ومؤسسها بشكل غير مسبوق ومغلفة بغلاف الفخر والتاريخ العربي والتذكير بما لاقاه الجنود الأتراك عندما حاولوا التعرض للدولة السعودية الأولى والثانية والثالثة.
النقطة الثالثة هي دخول الأكراد على خط المواجهة والوقوف ومساندة الحملات السعودية والإشادة بما يقوم به السعوديون، نظرا للكره الشديد بين الأتراك وبين الأكراد. ولهذا فقط أخطأ الفريقان بمحاولة الاستعراض التاريخي داخل السعودية.

كاتب سعودي متخصص في الإعلام السياسي
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية