حقق منتخبنا الوطني الأهم في الدور الأول من منافسات بطولة كأس آسيا لكرة القدم، وهو التأهل المباشر، متصدرا مجموعته الصعبة، التي تضم كلا من كوريا الجنوبية والأردن وماليزيا، بعد فوزه بهدف نظيف على النشامى، في مباراة قدم فيها “الأحمر” الكثير، أبرزها دخوله أرضية الملعب برغبة الفوز، متجاوزا حسابات دور الـ 16، ومن سيقابل من المنتخبات في مواجهته المقبلة، وهذا في رأيي أعطى لمنتخبنا الكاريزما التي كان يفتقدها.
وعلى الرغم من ذلك، انشغل البعض أثناء المباراة، التي كانت تقام بالتزامن مع مباراة كوريا الجنوبية وماليزيا، بالحديث عن المواجهة المقبلة، وتمنى آخرون تعادل المنتخب؛ حتى يواجه فريقا أقل خطورة ووطأة من اليابان؛ بوصفه المنتخب المرشح الأبرز لحصد اللقب، وذلك يرجع إلى مستوياته القوية في مونديال قطر!
ولا أخفي عليكم أن هذا الأمر أزعجني كثيرا، فكيف نقبل التعادل أو الخسارة لنتلافى منتخبا معينا، بالرغم من أن الغالبية كانت غير راضية وتلوم منتخبنا ومدربه بعد الخسارة أمام كوريا، وعدم تحقيق فوز كبير على ماليزيا، مع ذلك ينقلب البعض برأيه رأسا على عقب ويطالب بالتعادل أو الخسارة، وصدقوني لو أن ذلك حدث لانهالت الانتقادات والعبارات المحبطة على “الأحمر” والمدرب بيتزي، الذي نال ما نال من عبارات الطعن والتجريح.
في اعتقادي، أن البعض لا يريد لمنتخبنا أن يخرج من عنق الزجاجة، وفي كل مرة يبحث عن مسوغ لبث روح التشاؤم والسلبية، وأعلم طبعا أن للناس وجهات نظر مختلفة، لكنني لا أستطيع أن أفهم كيف تتغير الآراء بهذه السرعة لتكون بعيدة عن الواقع، وكأنها حالمة بالمثالية المفرطة حد الوهم، ولكن السؤال الأهم هو: متى هم رضوا عن أداء المنتخب في السابق حتى يرضوا عنه الآن؟!
على كل حال دعكم منهم، ولنحتفل ونفرح بهذه النتيجة المميزة، فقد أثبت منتخبنا أنه لم يبح بكل أسراره، وأن في جعبته المزيد، ومستواه يتطور من مباراة إلى أخرى، وهذا مؤشر إيجابي يدل على أن رتم الفريق في تصاعد، وربما يفجر مفاجأة مدوية في البطولة الآسيوية أمام “الساموراي”، وحتى إن لم يحدث ذلك، فإنه سيخرج من هذا الاستحقاق وهو مرفوع الرأس بإذن الله.