العدد 5570
الأحد 14 يناير 2024
banner
كيف نحمي أبناءنا!
الأحد 14 يناير 2024

أطفال لا حول لهم ولا قوة لا تتجاوز أعمارهم سبع سنوات، كانوا ضحية ذئب بشري مفترس وجد فيهم مسلكا وترويحا عن رغباته المريضة المكبوتة، مستغلا صغر أعمارهم، وقدرته على السيطرة عليهم وشراء خوفهم وآلامهم ببعض الحلوى والعصير!

الخبر الصادم الذي تناقلته وسائل الإعلام المحلية الأسبوع الماضي حول تحرش أحد أساتذة التربية الإسلامية بطلابه وافتضاح أمره على يد الطفل السابع الذي لاحظ أبواه تغير مشيته وتعرضه للنزيف يعد ناقوسا شديد الخطر، ويظهر من جديد خبايا كثيرة لسلوكيات أفراد كان يجب عليهم لعب دور الحامي وليس الجاني، ويجلب على السطح قضية مهمة عنوانها من يحمي أبناءنا! الكل على علم أن الحادثة كانت في يوم إجازة وخارج توقيت الدوام الرسمي، لكنه ليس مبررا أن ننفض عن كاهلنا ولو بعض المسؤوليات تجاه الحادثة برمتها، ومن أهم تلك المسؤوليات أن الطلبة الأطفال الذكور من عمر الصف الأول إلى الثالث هم أطفال "غير بالغين"، يحتاجون إلى عناية وتوجيه واهتمام أعلى، وذلك كله لن يتحقق بتدريس المعلمين الرجال لهم! وليكن في علم الجميع أنه ليس انتقاصا من المعلم الرجل، لكن الواقع من حولنا بل وفي أسرنا يحكي الكثير عن تأثير الأمهات الكبير على الأطفال الذكور في عمر ما قبل البلوغ، وأتذكر أنه في فترة من الزمان أن أخي كان ضمن هؤلاء الذين تحصلوا على رعاية وحب معلماتهم في المرحلة الابتدائية قبل الانتقال إلى المرحلة الإعدادية، وأعتقد أنها تجربة ناجحة وأقل مخاطرة مما نحن عليه حاليا ويجب إعادتها بضوابط تضمن راحة المعلمة والطالب الصغير .

لا أرتاح بتاتا لفكرة وجود طلبة من صف الأول في نفس المدرسة التي يوجد فيها طلبة من الصف السادس، وقد أصبح الأخير بالغا وأكثر جرأة وحيوية عن ذلك الطفل ذي الست سنوات، ورأيت بأم عيني تجارب لدول تدمج بين الطلبة والطالبات في سن الابتدائي أو مرحلة ما قبل البلوغ، وتفصل بينهم فيما بعد ذلك وهو مقترح من الممكن التفكير فيه مليا، وقد يخفف من حدة الأمور، فالأطفال حديثو البلوغ أو على وشك البلوغ سينشغلون أكثر بشكلهم وتصرفاتهم أمام غير جنسهم !

وضع الكاميرات في الصفوف والساحات وفي منطقة ما قبل دخول المراحيض في المدرسة أمر مهم للغاية، والجميع يعلم فائدته، وهو خير دليل ومفتاح سر لفك شفرات أية حادثة خفية لا قدر الله! وأخيرا وهو الأهم إجراء امتحانات للمعلمين والمعلمات المتقدمين لشغل تلك الوظائف، لا امتحانات مهنية، إنما امتحانات نفسية توضح مدى توافق هذا الشخص مع مهنة سامية كمهنة التعليم.

كاتبة وأكاديمية بحرينية

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .