العدد 5566
الأربعاء 10 يناير 2024
banner
إحصائية تحتاج إلى وقفة
الأربعاء 10 يناير 2024

نشرت إحدى الصحف المحلية تقريرا جديرا بالاهتمام عن إحصائية صادرة من هيئة التأمينات الاجتماعية لعدد العاملين البحرينيين في دول مجلس التعاون الخليجي. وبكل أمانة، شخصيا لم أكن أتوقع هذا العدد المهول، خصوصا فيما يخص العنصر النسائي. وسأذكر الأرقام التي وردت في الإحصائية، حيث أشار التقرير الصادر في الربع الثالث من العام المنصرم إلى أن عدد العاملين في دول الخليج بلغ 4000 بحريني، شاملاً 1228 بحرينية! في حين بلغ عدد البحرينيات في القطاع الخاص 868 وفي القطاع العام 360. في المقابل، هناك 949 فقط من الجنسين من جميع دول الخليج يعملون في البحرين، كما بينت الأرقام الرسمية أن نسبة البحرينيين العاملين في المملكة العربية السعودية تعتبر الأكبر حيث بلغت 47 %.

لا شك أن المواطن له الحرية الشخصية الكاملة في اختيار العمل الذي يرغب به في أية بقعة من بقع العالم، فنجد أن بعضهم قرروا العيش في أقصى الشرق والغرب، وهم بلا شك يعتبرون نسبة قليلة، وبعضهم شرفوا البحرين من خلال توليهم مراكز قيادية في مختلف المهن. في اعتقادي الشخصي ومن باب الحرص لا أكثر ولا أقل فإنني أرى أن موضوع هجرة المواطنين إلى دول مجلس التعاون الخليجي من أجل الحصول على عمل يحتاج إلى وقفة جادة وتحليل علمي ودراسة مستفيضة من قبل المختصين من أجل الوقوف على حقيقة هذه الظاهرة وتشخيص أسبابها ومسبباتها أو ما يسمى في علم الإدارة ( Root cause analysis ) . هذه المهمة يجب أن تنجز من قبل الفريق المعين والمتخصص بكل دقة، كما يجب أن تحدد مدة زمنية لإكمال هذه الدراسة. إن هذه المعلومات أو نتائج البحث وتوصياته يجب أن ترفع إلى المسؤولين في الدولة وذلك لإيجاد الحلول المناسبة لها.

لاشك بأن العديد من الذين قرروا العمل في دول الخليج الأخرى بسبب صعوبة الحصول على وظيفة مناسبة، والبعض الآخر اختار ذلك بمحض إرادته وذلك للاستفادة من العروض والرواتب والعلاوات المميزة والمغرية التي تقدم هناك بحكم الخبرات المتراكمة لديه، والمؤهلات العلمية العالية في التخصصات المختلفة.

ولكن وكما ذكرت، إن نسبة البحرينيات حسب التقرير كانت عالية جدا، والسؤال الذي يطرح نفسه، ما السبب؟ فحسب عاداتنا وتقاليدنا فإن البحرينيات لا تفضلن العمل في الخارج، ولا حتى عائلاتهن ترغب في ذلك لولا الحاجة والظروف الاستثنائية في كثير من الحالات!

إذا، دعونا نأخذ من هذه الإحصائية الرسمية الصادرة من هيئة التأمينات الاجتماعية مصدرا أو قاعدة بيانات دسمة للتحليل والدراسة، تمهيدا لوضع حلول مناسبة لهذه الظاهرة. ولكل حادث حديث.

كاتب وإعلامي بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .