العدد 5560
الخميس 04 يناير 2024
banner
حرب غزة وأوان الانسحاب (2)
الخميس 04 يناير 2024

صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية قدمت تفسيرًا لزيادة الخسائر الإسرائيلية، حيث وصفت الحرب في غزة بأنها معركة للتعلم واكتساب الخبرات بالنسبة لمقاتلي حركتي “حماس” و “الجهاد الإسلامي”، حيث تظهر حماس صبرًا كبيرًا في الميدان، وقد تحسّن أداؤها القتالي، فهم يستخدمون القناصة ويبحثون عن نقاط الضعف وينفذون هجماتهم، ما أسفر عن وقوع أعداد كبيرة من القتلى والجرحى في صفوف الجيش الإسرائيلي.
لهذا انطلقت الدعوات المحذرة لإسرائيل من خطر خسارة الحرب أمام حماس والناصحة لها بضرورة الانسحاب، ومن هؤلاء جون ألترمان، في “مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية” في واشنطن، والذي أكد أن قوة إسرائيل التي تمكنها من قتل المدنيين الفلسطينيين، وتدمير البنية التحتية وتحدي الدعوات العالمية لوقف النار تعزز أهداف حماس الحربية. أما الصحافي الأميركي المعروف توماس فريدمان بصحيفة نيويورك تايمز فكان واضحًا وصريحًا في دعوته لضرورة إنهاء الحرب، مؤكدًا أن الوقت حان لذلك، لأن إسرائيل لن تحقق أهدافها المرجوة، والحل الأمثل الآن هو خروج إسرائيل من هذه الحرب التي تفيد قادة حماس، مطالبا بموقف أميركي صارم غير داعم لرئيس الوزراء الإسرائيلي، قائلا: “إن الوقت قد حان، بالنسبة للحكومة الأميركية، كي تخبر إسرائيل بحزم، أن “حربها لإبادة حماس لن تحقق أهدافها”.
وأرجع فريدمان الاستمرار ـ المرفوض منه ـ للحرب الإسرائيلية ضد غزة إلى أسباب شخصية ومصلحة انتخابية لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، محملاً الولايات المتحدة الأميركية إطارًا وعرضًا محددًا لطرحه على إسرائيل وحماس لإنهاء الحرب يتمثل في “انسحاب إسرائيلي كامل من غزة، مقابل إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين، ووقف دائم لإطلاق النار تحت إشراف دولي.. ولا تبادل للفلسطينيين في السجون الإسرائيلية”. قالها لويد أوستن وزير الدفاع الأميركي في الثالث من ديسمبر 2023، بأن إسرائيل قد تواجه هزيمة استراتيجية في قطاع غزة، مفسرًا بالقول: “هذا النوع من القتال، يكون السكان المدنيون هم مركز الثقل، وإذا دفعتهم إلى أحضان العدو، فستستبدل النصر التكتيكي بهزيمة استراتيجية”.
* كاتب مصري

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .