يا أصحاب الضمائر الحية، دعونا نتحدث بلغة العقلاء، بل دعونا نستجدي تعاطف العالم! ما ذنب الأطفال فيما يحدث في تلك البقعة من العالم؟ أبكيت عندما رأيت صور الجثث؟ فما بالك بأطفال يلعبون وسطها، أطفال يرون جثث أقرانهم من حولهم !أيها العالم الحر، كيف أصبحت فجأة لا تسمع ولا ترى، كيف لك أن تقبل بكل هؤلاء الضحايا في بقعة لا تبلغ سوى أميال؟ هل من مجيب؟ هل من مغيث؟
ضعوا الأقلام والأوراق والدفاتر جانبا، ضعوا أيضا الحسابات جانبا، ولا تنسوا أن تخلعوا كل رداء طائفي، لا ترتدوا سوى إنسانيتكم، لننسى الآن الأديان والملل، هل ما يحدث لأطفال غزة مقبول، مهضوم، أو أننا جميعا قررنا أن نغض الطرف عنه بسبب ودون سبب؟! ابنتي الصغيرة لم تتجاوز خمسة أعوام، ينفطر قلبها يوميا بكاء على أطفال لم ترهم سوى في الشاشات، أيعقل أن تكون ذات الأعوام الخمسة بأخلاق الفرسان وهي تتساءل يوميا عن حال أطفال غزة فيما ينام الفرسان في بيوتهم على أمل أن يأتي قرار لا نعلم من أين بإيقاف تلك المهازل وجرائم الحرب والإبادة غير المتناهية في تلك البقعة من العالم؟ قرابة تسعين يوما، قتل فيها آلاف من الأطفال؟ ألم يشبع الجيش الأخلاقي من سفك دمائهم؟ ألم يهدأ باله؟ ألم يشف غليله؟ ألم تطفئ دماؤهم وجثثهم نار غله؟ يقول سفر أشعياء من الكتاب المقدس ٣٢: ١٧ النص التوراتي: “وَيَكُونُ صُنْعُ الْعَدْلِ سَلاَمًا، وَعَمَلُ الْعَدْلِ سُكُونًا وَطُمَأْنِينَةً إِلَى الأَبَدِ”. وسؤالنا هو أين العدل من كل ذلك، خصوصا للأطفال الأبرياء؟.
كاتبة وأكاديمية بحرينية