العدد 5538
الأربعاء 13 ديسمبر 2023
banner
دروس عملية من الأسطورة الكروية رونالدو
الأربعاء 13 ديسمبر 2023


رغم أنني لست من المهتمين ولا المتابعين للكرة العالمية عمومًا، ويكاد يقتصر علمي بالنجم البرتغالي ولاعب نادي النصر السعودي حاليًا كريستيانو رونالدو على ما أقرأه من أخبار خفيفة، إلا أنني كنت أتساءل عن سبب استمرار تألق ووهج هذا النجم الكروي في الملاعب السعودية من بعد الأوروبية، رغم وصوله سن 38 عامًا، وهو أمر لا يصل إليه إلا القليل من اللاعبين، إلا أنني وجدت جانبًا مهمًا قد يفسر لي ذلك، وهو ما حدث مؤخرًا في مباراة قارية بين فريق النصر السعودي وبيرسبوليس الإيراني، فبعد أن سقط رونالدو داخل منطقة جزاء الفريق الإيراني، وفور أن أطلق الحكم صافرته محتسبًا ضربة جزاء لصالحه، ركض رونالدو نحو الحكم وأشار له أنه لا وجود لضربة جزاء وأن لاعب الفريق الإيراني لم يعرقله، في وقت أعرف لاعبين مشهورين بالاحتيال على الحكام للحصول على ضربات جزاء، ويتباهون بذلك عقب اعتزالهم، وهنا فارق بين هؤلاء وبين لاعب صادق مع نفسه ومع الآخرين ويعرف ويعتمد على قدراته هو ولا ينتظر مساعدة خارجية ظالمة وغير مستحقة، حتى لو كنا في ميدان اللعب والرياضة، فهي بالنهاية سمات شخصية فارقة بين البشر وفي الأداء والإنتاج في الملاعب الرياضية، وفي المؤسسات العامة والخاصة، حيث هناك من يصل لأهدافه على حساب الآخرين ويعول على الطرق الملتوية لأجل الترقي والوصول حتى لو كانوا الأقل كفاءة واستحقاقًا.
أعجبني تصريح لرونالدو قبل سنوات عن أسباب تألقه فور تركه ريال مدريد الإسباني، حيث قال: "أول شيء أقوم به عند الذهاب إلى أي فريق جديد، هو أن أكون نفسي.. أخلاقي في العمل لا تتغير، حيث يجب دائمًا التحلي بالتواضع، وأن تدرك أنك لا تعلم كل شيء. إذا كنت ذكيًا فهناك أشياء صغيرة تجعلك رياضيًا في صورة أفضل"، فرونالدو – وأمثاله - امتلك الثقة في نفسه وإمكانياته ولديه الإرادة الدائمة في أن يثبت ذاته ويحافظ أو يطور مستواه ليظل راضيًا عن نفسه وأهلا لثقة المدربين والجمهور فيه أيا كان الفريق الذي يلعب باسمه، لذلك نراه دائمًا متألقًا وهدافًا ومفيدًا لفريقه، وهي مقومات وعوامل مهمة لكل راغب في النجاح.

كاتب مصري
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية