العدد 5537
الثلاثاء 12 ديسمبر 2023
banner
المقلدون بنياشين الإنسانية والرحمة
الثلاثاء 12 ديسمبر 2023

الحيوانات لا تموت عريا ولا جوعا، إنما تموت تعذيبا من بعض البشر الذين يستحقون أن تدقهم وتسحقهم الأرض بقدميها.
ابنتي فجر تعشق القطط، وحولت غرفتها حقولا منسقة كاملة لـ 9 قطط، تروح وتغدو في صحة موفورة وسعادة ونظافة وجمال، دون أن يكون هناك تمييز بين هذه القطة أو تلك، وعدوها اللدود من يكره القطط ويضربها ويعذبها، وحتى من يدهسها في الشارع، وكأني بها تحلم بالمدينة الفاضلة المغلفة بغشاء من الروعة والورود اليانعة، وما إن تصادف قطة مصابة في الشارع بسبب حادثة دهس أو ضرب، حتى تأخذها إلى المنزل تطعهما وتداويها، ثم تعرض صورتها في حسابات وسائل التواصل الاجتماعي لمن يرغب في التبني.
ويوم السبت الماضي أخبرتني بأنها ستأخذ قطة مصابة شاهدتها بالقرب من أحد الكراجات إلى شخص أبدى استعداده لتبنيها ومعالجتها، كان الوقت مساء والضوء يقترب من الشيخوخة. وضعنا القطة المصابة في “كارتون” واتجهنا إلى شخص يسكن في باربار، وكان في انتظارنا ومن حوله تلال من القطط الصغيرة والكبيرة، وحينها أخبرنا بأنه يؤوي 60 قطة في منزله، يرعاها ويطعمها، ولن يضره لو زادت قطة واحدة.
أمثال هؤلاء المقلدين بنياشين الإنسانية والرحمة قد لا يعرفهم أحد في المجتمع، رغم أنهم مثل الجبل في عمل الخير والرفق بالحيوان.. هؤلاء شخصيات رحيمة جبارة تشق برؤوسها أستار السحاب، لا تبحث عن شهرة ومال وجاه، بل عن عمل صالح يرضي الله تعالى.. هؤلاء هم الذين يدفعون الإنسانية أشواطا واسعة إلى الأمام، بعد أن أصبحت الرحمة كسيحا يستجدي.
المواطن الذي ينقل القطط أو الحيوانات من الشارع إلى الملاجئ، ومن يتبرع بتبنيها في بيته أو مزرعته، يستحق كل الشكر والتقدير والعرفان وبصوت عال.
*كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .