المرحلة الجامعية عالم مختلف عما قبله، لذلك ينبغي على الطلاب معرفة خصوصية هذا العالم، والخطواتِ التي يجب إتقانها لتحقيق أعلى استفادة من المقررات التي سيدرسونها، وصولًا للتفوق العلمي، لاسيما وأن أولياء الأمور بذلوا في سبيل ذلك الغالي والنفيس، وهنا جانبان: الجانب الأول: تحقيق درجات عليا في كل مقرر، وذلك عبر خطة عمل واضحة جدًّا لا لبس فيها، ويتم تقييم واقعك مع كل مقرر بشكل أسبوعي، لتستدرك أوجه القصور، وتعالجها أولًا بأول، فلا مجال للاستسلام باستخدام شماعة صعوبة المقررات، أو وضع اللوم على المُحاضِر، أو نوعية الامتحانات، أو الفروض المطلوبة من أوراق علمية أو بحوث أخرى، كما أن التحضير اليومي للمقررات - قبل وبعد المحاضرة - يساعد على التأكد من فهم وتلخيص الأشياء المطلوبة، والاستعدادِ للاستماع لمواضيع جديدة، فهو بناء بعضه فوق بعض، وتُعد المكتبات من أفضل مواقع المذاكرة، فالمراجع العلمية، وأمهات الكتب، والإصدارات الحديثة، متوافرة بين يديك، يمكنك الاستفادة منها في الاستزادة من الجوانب الأخرى التي تحيط بالجزئيات التي تدرسها، ما يجعلك ترتقي بنفسك وعقلك، وتجيب إجابات راقية أعلى من الإجابات النموذجية المعتادة، وتأكد أن ذلك سيعود عليك بالنفع، وقد تصبح في يوم من الأيام حلقة مهمة تسهم في نشر العلم والارتقاء بمجتمعك ووطنك.
الجانب الآخر: أن العديد من المواد العلمية، والأُطر النظرية، تحتاج لفهمها وإسقاطها على الظواهر التي تحيط بالبشر، فيمكن القياس، والتحليل، والتفكيك، وإعادة التركيب، وتوليد الحلول التي تجوِّدُ حياة البشر ما أمكن ذلك.
مشكلة الكثير من الطلاب المستجدّين الغفلة والتسويف والاشتغال بالمظاهر الجوفاء، والتي تكبدهم وتكبد أهلهم أثمانًا غاليةً، فلينتبه الطلاب لما ذكرته، وليُعِدّوا العدة من أول يوم تطأ فيه أقدامهم أروقة الجامعة، فلا مجال للتراخي أبدًا، حكِّموا عقولكم، وانحتوا مجدكم.
* كاتب بحريني