العدد 5520
السبت 25 نوفمبر 2023
banner
د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
غزة: تحيا إيران
السبت 25 نوفمبر 2023

إيران ستكون سعيدة بسقوط أكثر من 14 ألف شهيد بغزة، لأن ذلك استمرار لعقيدتها الدينية والعرقية والإقليمية بمقاتلة العرب وإبادتهم أو على الأقل إذلالهم واستعبادهم، كما فعل أبناء عمومتهم العثمانيون طوال 500 عام، فسقوط كل شهيد غزاوي استكمال لما فعلوه بالعراق وسوريا ولبنان واليمن، حيث كان الضحايا من العرب شيعة وسنة وزيودا وعلويين وأقليات دينية، كل هؤلاء من العرب.
أما في حالة النصر، والنصر في هذه الحالة هو عدم تمكن الجيش الإسرائيلي من الوصول لقادة الفصيل المنشق الموجودين بالأنفاق، وهو صناعة إيرانية كما صنعت إيران القاعدة وداعش وآوتهم وساندتهم بالسر، فإن عدم وصول إسرائيل لقادة هذا الفصيل المنشق عن الإجماع والوحدة الفلسطينية هو انتصار بنظر أعين كل من إيران وهذا الفصيل المنشق، بغض النظر عن سقوط أربعة عشر ألف شهيد، وسقوط الآلاف يعد قربانا لإسرائيل قدمته إيران وهذا الفصيل المنشق نظير استمرار تسليم القضية الفلسطينية ونضالها وشهدائها طوال سبعين عاما لإيران وأصنامها حزب الله والحوثي وميليشيات العراق، بالإضافة إلى هذا الفصيل المنشق عن الوحدة والسلطة والإجماع الفلسطيني، لكي يبيدوا العرب في فلسطين واحدا تلو الآخر، تحت مسمى المقاومة، ولا يهم حتى لو استشهد كل أهل فلسطين عن بكرة أبيهم، فكلهم سيكونون قربانا لإسرائيل تقدمه إيران وأذرعها.
وفي خضم هذه المأساة الإنسانية التي لم تشهدها البشرية من قبل، تأتي الجواري بلباس الدعاة ولباس المقاومة ولباس المفكرين والمنظرين وتشتم العرب وتصفهم بالخونة، مقابل تمجيد وتقديس الأسياد الصفويين وملالي إيران لما قدموه لغزة وفلسطين، حتى الهدنة التي بذل فيها العرب جهدا خارقا بقيادة قطر ومصر، نجد التمجيد والتهليل والشكر يتوجه لإيران ولا نقول إلا: اللهم عليك بهم وانتقم منهم شر انتقام واجعلهم يدفعون أغلى ما يملكون كما دفعنا فلذات أكبادنا في غزة، اللهم عليك بتحالف صهاينة العرب الإخوان مع صهاينة فلسطين الفصيل المنشق مع صهاينة الفرس إيران مع صهاينة لبنان حزب الله مع صهاينة اليمن الحوثي مع صهاينة العراق ميليشيات الخميني.

كاتب سعودي متخصص في الإعلام السياسي
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .