استكمالا لعملنا في منتدى الأمن الإعلامي العربي أرامس، وهو من مؤسسات مجلس العلاقات العربية الدولية كارنتر، والخاص بمتابعة تغطيات الإعلام العربي وعلى وجه الخصوص الفضائيات الإخبارية العربية الكبرى لما يتعلق بالعدوان الإسرائيلي على غزة، وبعد تقريرنا الأول الذي أوضح أن كل الفضائيات الإخبارية العربية طبعت إعلاميا مع إسرائيل، في الوقت الذي كانت تهاجم فيه كل من يحاول التطبيع مع إسرائيل، أقول استكمالا لكل ما سلف، وجدت اللجنة المكلفة بمتابعة التغطية الإعلامية أن تغطية الفضائيات الإخبارية العربية لم تكن بالمستوى المطلوب المتعلق بحماية والدفاع عن الوحدة والمقومات العربية فيما يخص المجازر التي ترتكبها حكومة نتنياهو بحق المدنيين العزل وذلك من خلال انقسام إعلامي واضح بخصوص الإشادة بالجهود العربية، ما جعل الجماهير العربية متفرقة بتحميل الأطراف مسؤولية ما خلفته هذه الحرب من دمار وتهجير.
ووجدت اللجنة أن الفضائيات انقسمت في تغطيتها الإعلامية إلى فريقين، الأول يصور العرب بالضعف والتخاذل، ويقوم بتمجيد وإكبار وإشادة بدور إيران وتركيا وحزب الله وحماس بتصديها لحكومة نتنياهو، سواء بطريق مباشر أو غير مباشر، كما عمل هذا الفريق على إبراز تصريحات السياسيين الإيرانيين والأتراك وحزب الله وقادة حماس بكثرة وبصورة إعلامية كبيرة وإعطائها مساحة كبيرة جدا في تغطياتها وفي الحرص على استضافة محللين يتبنون هذه التصريحات وبشكل لافت للنظر. وبالمقابل كانت هناك فضائيات تشيد بما قام به العرب من تصد وعمل لإيقاف هذه الحرب، وتسفيه غير مباشر للتصريحات التي تطلق من طهران وأنقرة وحزب الله والحوثي وتهديدات قادة حماس التي تتوعد إسرائيل، وتصويرها بأنها مجرد تهديدات لم تؤثر على استمرار حكومة نتنياهو بارتكاب المزيد من المجازر. كما أن هذا الانقسام الإعلامي بلغ ذروته بمنابر الإعلام الإلكتروني خصوصا تويتر، حيث قام الأول بتخوين العرب للقضية الفلسطينية وتخاذلهم عن نصرة غزة، مقابل تخوين الثاني لما تقوم به إيران وأذرعها بما فيهم حماس للإضرار بالقضية الفلسطينية واستغلالها لمصالحهم غير آبهين بما يعانيه الفلسطينيون، مؤكدين أن خطابات نصر الله وتنصله دليل خيانة غزة، كما جاء بتقرير اللجنة.
* كاتب سعودي متخصص في الإعلام السياسي