العدد 5505
الجمعة 10 نوفمبر 2023
banner
د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
قنبلة غزة النووية
الجمعة 10 نوفمبر 2023

عندما وقع العدوان الإسرائيلي على أهل غزة، طالب وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو في تصريح بإلقاء القنبلة النووية على غزة وتدميرها، وقد أثار هذا التصريح غضب الدول العربية على وجه الخصوص، حيث كانت لهجة مصر والسعودية والأردن قوية جدا وطالبت باتخاذ إجراءات بحق هذا التصريح العنصري، كونه دعوة واضحة وصريحة لارتكاب جرائم إبادة وضد الإنسانية، وهناك بعض النقاط التي لابد من ذكرها بهذا السياق. أولا وضع هذا التصريح إسرائيل حكومة وشعبا بموضع حرج جدا، فكان لابد من تدارك هذا الأمر، وعلى الفور استنكرت الكيانات المدنية بل والسياسية الإسرائيلية هذا التصريح كرسالة سياسية لدول وشعوب العالم بأن ما قاله الوزير لا يمثل مطلقا شعب إسرائيل ولا فلسفته ولا طريقة تعامله مع الفلسطينيين، وفي هذا ذكاء سياسي، حتى إن كانوا كاذبين في ذلك، لكنهم عرفوا كيف يرسلون للعالم ما يصفونه برسالة التسامح الإسرائيلي. ولو كان تصريح إلقاء القنبلة على لسان وزير أو رئيس حزب أو ميليشيا بالعالم العربي لكان العرب مع الأسف قد هللوا وأشادوا بهذا التصريح، وأرسلوا رسالة للعالم بأن العرب قتلة ومجرمون ويسعون لتدمير العالم، وبالتالي لن يستحقوا أبدا التعاطف والمساندة والدعم من شعوب العالم. 
ثانيا ما تم إلقاؤه من قبل جيش الدفاع الإسرائيلي فوق غزة هو فعليا يعادل ثلاث أو أربع قنابل ذرية حسب ما يقوله الخبراء، إذا قنبلة عميحاي إلياهو النووية فعلا تم إلقاؤها على غزة خلال العدوان الإسرائيلي. ثالثا إيران وضمن مخطط ملالي طهران بقتل العرب من سنة وشيعة، دمرت العراق وسوريا ولبنان واليمن دمارا فاق عشرات القنابل النووية ضد البنية التحتية والأنفس البشرية بهذه البلدان ولم تتم محاسبتها. بل بالعكس نجد أن هناك من يتلذذ بلعق أحذية ملالي إيران والإشادة بما قامت به من تدمير لكل ما هو عربي، بل أيضا وصفوا القتلة من أمثال المقبور سليماني بأنه شهيد فلسطين وقاموا بتأبينه في غزة. اللهم ارحم شهداء غزة، وأرنا في من تسبب بذلك الدمار عجائب قدرتك وافضحهم بالدنيا والآخرة.
* كاتب سعودي متخصص في الإعلام السياسي

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .