العدد 5517
الأربعاء 22 نوفمبر 2023
banner
عقلية الضحية
الأربعاء 22 نوفمبر 2023

أدوار البطولة غير مجدية دائماً، ثمة من يستمتع بها وثمة من يسعى لأن يعيش في نقيضها، هل جربت أن تكون ضحية في يوم ما؟ أم أن الأدوار الطبيعية التي نعيشها في حياتنا تفرض علينا أن نكون ضحايا للكثير من الأشخاص والظروف والمتغيرات؟ وماذا لو كان أحدهم يحب أن يكون ضمن فئة الأشخاص الذين يلعبون دور الضحية، إنني أتحدث بالتحديد عن عقلية الضحية، وأقصد بها بعض الأشخاص الذين يتبرمج تفكيرهم على أن يروا أنفسهم أسرى أمام ذاتهم باختلاف المواقف وتفاوت تأثيرها وتعقيداتها، إنما يصبح هذا الدور راسخا في طريقة التفكير وطريقة ترجمة الفكرة إلى سلوك معتاد.
أن تكون ضحية ذلك يعني أنك تختار الطريق الأسهل في التجنب وعدم المواجهة والهروب، وفي الوقت ذاته لا ترغب في إحداث التغيير الذي ينقلك لشعور أفضل ترتقي به من مشاعر الخيبة المستمرة، ويمكن التأكيد على أن أغلب الأشخاص الذين يلعبون دور الضحية هم أشخاص تعرضوا لخبرات عنيفة في الماضي تتسم بالظلم والأذى وسلب الحقوق، ولم يستطيعوا التحرر منها، وأدى هذا العجز الداخلي إلى صناعة صورة جديدة للذات تتسم بالدونية. 
ويمكن التأكيد على أن لعب دور الضحية عند بعض الأشخاص يرضيهم وذلك لأنهم يكسبون الكثير من الاهتمام والتعاطف من قبل المحيطين، وبالتالي تتم تلبية احتياجاتهم، وفي أدوار الضحية أحياناً سد لجوانب النقص في الشخصية. يقول كاتب وأستاذ العلوم السلوكية الأميركي الدكتور ستيف ماربولي “عقلية الضحية ستجعلك ترقص مع الشيطان ثم تشتكي أنك في الجحيم”.
* كاتبة وأخصائية نفسية بحرينية

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية