إن موضوع تربية الأبناء من المواضيع الحيوية والمتجددة، والتي تحتاج لوعي متجدد يواكب مستجدات المشكلات التي يتعرض لها الأبناء خلال مراحل النمو، ومع الغزو الإلكتروني أصبحنا ندرك أن التربية لم تعد تقتصر على توفير متطلبات الأكل والشرب واللباس واختيار أفضل المدارس، بل إن مهمة الأبوين أصبحت أكثر من ذلك، فقد أصبحت هناك أهمية لتكوين شخصيات الأبناء بصورة سوية ومتزنة من أجل مواجهة بعض المخاطر التي تهدد الأسس، وتعد مشكلة الإدمان على الأجهزة الإلكترونية من التحديات التي تمهد للعديد من ظهور المشكلات، خصوصا 
إذا ما دخل الأبناء في مرحلة الإدمان مع فقدان القدرة على السيطرة من قبل الوالدين، وفي الوقت ذاته يظهر صراع الحرمان، فالحرمان من استخدام الأجهزة الإلكترونية يعد قاتلا أيضا للأبناء، وذلك لأنه يولد نوبات من الغضب الشديد، ويمهد لظهور سلوكيات عدوانية تأتي نتيجة الحرمان غير المقنن باتفاقيات وباتباع وسائل تربوية أقل ضررا، “إن استخدام الأجهزة الإلكترونية وإن بات ضرورة لتحقيق الكثير من الأهداف ومنها التعليمية، إلا أن الإدمان على استخدامها دون وضع قيود أدى لظهور مشكلات كثيرة لدى الأبناء، أبرزها مشكلة الاغتراب النفسي التي يعيشها بعض الأبناء، كما أن العزلة التي يعيشها الابن مع جهازه تخلق حالة من الاغتراب الأسري أيضا بين أفراد العائلة، فقد اضمحلت صور التواصل الطبيعية بين أفراد العائلة، وهذا الأمر يؤدي لتشوه في العلاقات الأسرية وبدوره يمهد لظهور الكثير من المشكلات الأسرية والنفسية”.
إن الحياة الإلكترونية التي فرضت نفسها على حياتنا تحتاج إلى وقفة جادة للتعامل مع مستجداتها وأضرارها التي تطال كل فرد في الأسرة.
*كاتبة وأخصائية نفسية بحرينية