لا يمكن تجاوز تلك المشاهد التي تمر على أعيننا وتهز حواسنا وتخدش مشاعرنا، لا يمكن أن نصبح في معزل عن الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي، نحن أجزاء متفاعلة مع ما يحدث في غزة، نحن بشر، قلوبنا هشة أمام القصف والرعب وكل ما يؤذي النفس.

في أثناء محاولاتنا استجماع القوة وإعادة تهيئة الصلابة النفسية بلا شك نجد أن اللاشعور قد خزن الكثير من المشاهد التي قد يتم استحضارها أثناء الحديث أو أثناء الأحلام، وهي بلا شك تساهم في تشكيل رواسب نفسية خطيرة، عدا عن ذلك فإن المشاهد المروعة لها تأثير على الحالة المزاجية والتي تجعلها أقرب للحزن والكآبة، ويؤكد المختصون النفسيون في هذا الجانب أن مشاهد الحرب لها تأثير سلبي وكبير على الكبار والصغار، فهي كفيلة بزعزعة الأمن النفسي لدى الصغار على وجه الخصوص، خصوصا مع مشاهد البكاء والصراخ، فالأطفال يتمتعون بذاكرة تعمل على حفظ المشاهد بصورة دقيقة لأنها ذاكرة تتشكل بفعل المشاهدات والأحداث، كونهم في مراحل عمرية صغيرة، أما بالنسبة للفئات العمرية فإن التأثير كبير وبالغ أيضاً، وهذا ما وصفته إحدى الفتيات التي تبلغ الحادية والعشرين أنه بسبب مشاهد القصف التي تشاهدها كل ليلة عبر تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة أصبحت تخشى النوم بمفردها في الغرفة، كما أنها أصبحت تعاني من اضطراب في النوم، وأن حالة الفزع التي تعاني منها مرتبطة بأصوات الصراخ والإغاثة.

إن المشاهدات الأخيرة التي نراها مهلكة للمشاعر والروح لذا وجب الانتباه لها لكي لا تتسبب في زيادة الألم النفسي.

كاتبة وأخصائية نفسية بحرينية