عند الحديث عن الأبناء نجد الكثير من الآباء يريدون من أبنائهم تحقيق ما عجزوا هم أنفسهم عن تحقيقه، فيعيشون هم رغبتهم وشغفهم من خلال أبنائهم، فيظن الآباء أن دفع الأبناء نحو النجاح ولو بالقوة مفيد لهم، وأن هذا الأمر يصب في مصلحتهم، فمن هنا يسعون إلى أن يحصل الأبناء على نتائج عالية في المدرسة وفرض التخصصات الدراسية التي بدورها تفتح المجالات للأولاد في سوق العمل.
أيضاً نجد بعض الآباء يفرض على الأبناء رياضة معينة أو ممارسة هواية معينة مثل عزف الموسيقى، أو الرسم، أو لعب كرة القدم، والمصارعة... إلخ. 
التربية الصحيحة للأبناء هي عملية مهمة تهدف إلى تنمية شخصية الطفل بشكل شامل، أيضاً توجيه سلوكه وتعزيز تطوره العاطفي والاجتماعي والأسري.
من هنا أسلط الضوء على بعض الجوانب الأساسية للتربية الصحيحة للأبناء، فعندما يتعلق الأمر بتربية الأبناء يجب مراعاة العديد من العوامل لضمان نموهم الصحيح وتطورهم الإيجابي، فنحتاج لبناء علاقة قوية ومفتوحة بين الآباء والأبناء، ومن المهم أن يستمع الآباء لأفكار أبنائهم ومعرفة مشاعرهم، وأن يقوم الآباء بإظهار الحب والدعم والتقدير بشكل منتظم. أيضاً يجب وضع قواعد وحدود واضحة لسلوك الطفل وتشجيعه في حال الالتزام وعدم معاقبته بشكل مبالغ فيه بوضع عقوبات مناسبة في حال مخالفة القواعد، "فليتذكر الآباء أن الهدف من القواعد هي التربية والتعليم"، وأن القواعد تساعد الطفل في فهم الحدود وبناء الانضباط الذاتي.
يجب على الوالدين أيضاً تعزيز الثقة بالنفس للأولاد من خلال تشجيعهم وتقديم المساعدة والموافقة على إعطاء فرص لاتخاذ القرارات والمشاركة في نشاطات مناسبة لعمرهم.
إن تعزيز المهارات الاجتماعية لدى الطفل من خلال تشجيعه على التعاون الفعال الإيجابي مع الآخرين يكون من خلال السماح له باللعب مع أقرانه ومشاركته في أنشطة اجتماعية تتيح له التواصل الفعال مع الآخرين والمشاركة في الحوار وطرح الأفكار.
إن الوالدين هم أفضل نموذج للأبناء، فيتأثر الأبناء كثيرا بأسلوب وسلوك الآباء وهذا ينعكس على تصرفاتهم، فيجب عليك التصرف بإيجابية وهدوء وأن تقدم لهم النصح والإرشاد السليم.
لا تخفى على أحد أهمية التعليم للأبناء، فهم يحبون الاستكشاف، ويعتبره البعض فضولا، هذا أمر حميد، فيجب على الآباء تشجيعهم ومناقشتهم وتقديم فرصة للاستكشاف من خلال القراءة والأنشطة التعليمية.
اهتمام الآباء بصحة الأبناء واجب عليهم، فيجب عليهم تعزيز نمط حياة صحي للطفل من خلال توفير تغذية متوازنة وممارسة الأنشطة الرياضية والنوم الجيد وحث الطفل على الاهتمام بنفسه.
إن تعليم الأبناء على التعامل بحكمة مع التحديات والأخطاء التي تواجههم والتغلب عليها وأخذ الدروس من الأخطاء أمر مهم جداً لصناعة ابن ناضج بشخصية قوية يستطيع المواجهة.
باختصار التربية الصحيحة للأبناء تتطلب الاهتمام بالجوانب الشخصية والعاطفية والاجتماعية والتعليمية للطفل، وهذا يكون من خلال توفير بيئة داعمة ومحبة وتوجيههم بحكمة.

القرآن الكريم وآثاره على الأبناء 
يعتبر القرآن الكريم وتلاوته جزءا من العبادة والتقرب إلى الله، فهو يساعد الأطفال على تطور الوعي الروحي والقرب من القيم الدينية، حيث يحتوي القرآن الكريم على مجموعة واسعة من القيم والأخلاق الإسلامية السامية مثل الصدق، والعدل، والكرم، والتواضع، والرحمة. فبدوره يساهم تعلم القرآن الكريم في تطور مهارات اللغة العربية لدى الأطفال، فهم يتعلمون تلاوة القرآن والفهم الصحيح للمعاني والقواعد النحوية والصرفية المستخدمة فيه، كما يمكنه تحسين مهارات الاستماع والتواصل.
مهما كانت فوائد القرآن الكريم فيجب أن تكون طريقة تعليم القرآن ملائمة لأعمار الأبناء ومستواهم التعليمي والعاطفي، ويجب أن يتم تعزيز التفهم الصحيح والتطبيق العملي للقيم والأخلاق المتعلقة بالقرآن الكريم.

كاتب بحريني