مهما كانت نتيجة حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة حاليا، ومهما كان حجم الخسارة التي سيعانيها سكان هذا القطاع الذي تقوم إسرائيل بتحويله إلى أرض محروقة، إلا أن هذه الحرب أعادت القضية الفلسطينية في عقول العرب والمسلمين إلى عام ١٩٤٨، وأصيبت الغالبية العظمى منهم بخيبة أمل كبيرة في مسألة حل الدولتين وتحقيق السلام في هذه المنطقة، فمن الصعب بل من المستحيل نسيان مشاهد الأطفال الفلسطينيين مشوهي الوجوه أو المذبوحين بهذه الصورة البشعة في ظل عالم السوشال ميديا الذي ينقل أولا بأول كل ما يجري من عمليات إبادة.
إسرائيل تعتقد أنها ستفرغ غزة من أهلها وتستريح إلى الأبد من حماس وكل فصائل المقاومة الفلسطينية وساعتها ستكون الضفة الغربية تحت السيطرة، لكن هذا ليس بالسهل، ويزداد صعوبة مع طول مدة الحرب، على الرغم من أن أحوال القطاع المعيشية والصحية تزداد سوءا كل يوم.
القضية الفلسطينية على المستوى الشعبي أعيدت إلى أجواء النكبة من جديد، ولا أتصور أن حرب الإبادة الحالية ستحقق لإسرائيل ما تريد حتى لو أخلت غزة من أهلها. القضية الفلسطينية ستبقى سببا لتكدير أمن هذه المنطقة وأمن العالم كله، مهما كانت نتيجة الحرب الحالية لأنه ليست هناك قوة على الأرض أقوى من إرادة شعب يتمسك بأرضه وهويته، شعب اعتاد أن يرى الموت كل يوم صباحا ومساء ولا يستسلم لقوة أي سلاح.

*كاتبة وأكاديمية بحرينية