قديما قالوا إن ثلاثة أشياء اختفت من هذا العالم، وهي الغول والعنقاء والخل الوفي.. لكن هذه الأيام اختفت أشياء كثيرة جدا، فقد اختفى الحياء واختفى العدل واختفت الإنسانية واختفى مجلس الأمن واختفت الأمم المتحدة وتاهت البشرية في فهم معنى الحق والضمير والعدل. 
اختفى مجلس الأمن بعد أن ضاع الأمن والأمان وسادت شريعة الغاب، يوم قتل آلاف الأطفال والشيوخ والنساء دون ذنب أمام أعين البشرية كلها، يوم استخدم الفسفور الأبيض في شوي أطفال غزة.. نعم تم استخدام الفسفور الأبيض المحرم دوليا بشهادة منظمة العفو الدولية التي أكدت استخدام هذا العنصر المحرم في غزة ولبنان.
مات مجلس الأمن ولم يبق سوى تشييعه إلى مثواه الأخير، فلا فائدة من الإبقاء على كيان ميت لا يفيد المحتاجين إليه بالفعل ولا عمل له سوى إعطاء شرعية زائفة لأفعال القوى الكبرى.
إسرائيل دمرت منذ بداية هذه الحرب الظالمة أكثر من ١٢ ألف هدف في قطاع غزة، وقتلت أكثر من عشرة آلاف فلسطيني جلهم من الأطفال والنساء والشيوخ ودفنت تحت الأنقاض عددا لا يعلمه إلا الله، فما هي وظيفة مجلس الأمن وما هي وظيفة الأمم المتحدة.

*كاتبة وأكاديمية بحرينية