لا يمكن أن تكون لوحة غورنيكا التي رسمها الفنان العالمي بيكاسو لإقليم الباسك الإسباني أبشع من اللوحة التي رسمها طيران الاحتلال الإسرائيلي في غزة بأوامر من بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الاحتلال، وبتأييد ومساعدة من رئيس أكبر دولة في العالم وهي الولايات المتحدة الأميركية.

لوحة بيكاسو التي بقيت منذ زمن بعيد رمزا للبشاعة وانعدام الإنسانية وإجرام بني البشر لم تعد اللوحة الأكثر تعبيرا عن تلك الأشياء في هذه الأيام بعد أن جاء ما هو أشد منها بشاعة مئة مرة، فكل يوم نصحوا من نوم على هدم عشرات البنايات ودفن أهلها تحت أنقاضها.

ما هو تعريف جريمة الحرب لدى الولايات المتحدة الأميركية ودول العالم المتمدين إذا كان ما يجري في غزة حاليا جرائم حرب؟ مدنيون يقتلون ليلا ونهارا، أكثر من ألف طفل وامرأة قتلوا، وتم قطع المياه والكهرباء عمدا عن أكثر من 2 مليون شخص، والمستشفيات أصبحت خارج الخدمة، ولا توجد حتى ثلاجات لحفظ جثث الموتى. هذه صورة تبصق على وجه العالم الذي أطلق على نفسه العالم المتمدين! أي تمدين هذا الذي سمح بارتكاب أبشع الجرائم على مدار التاريخ. كيف نصدقكم بعد اليوم يا سادة وأنتم تتحدثون عن حقوق الإنسان وحقوق المرأة والطفل وحقوق الشواذ جنسيا وتتهمون غيركم بانتهاك تلك الحقوق؟ ألا يحق لديكم أن يعامل أطفال ونساء فلسطين وفق هذه الحقوق التي قمتم بصياغتها ليراد بها باطل.

ليس من الغريب أن يقوم رجل أميركي بلغ من العمر سبعين عاما بقتل طفل فلسطيني في البلد الذي يتحدث ليلا ونهارا عن حقوق الإنسان طالما أن الرئيس الأميركي قد سمح بمعاقبة الضحية ومكافأة الجلاد!

*كاتبة وأكاديمية بحرينية