العدد 5510
الأربعاء 15 نوفمبر 2023
banner
الزوجة العظيمة
الأربعاء 15 نوفمبر 2023

لغط كبير نعيشه اليوم وكل يوم، في عالم متموج، شرس، أناني، المصلحة الشخصية فيه هي أساس كل العلاقات ومحور كل الاتصالات والحافز الأول لتوزيع الابتسامات، والكلمات المنمّقة، والتي لا تعبر غالبا عن ما في النفس.
هذا الحال، والذي هو طبيعي جدا، في ظل هذا العالم المتغير، الذي بات فيه “كسب لقمة العيش” العنوان الرئيسي لكل شيء، وأي شيء، ينبهنا في المقابل إلى دور شريكة الحياة، ولواجباتها، نحو زوج مثخن بمشاق الحياة وتعبها الملازم له بالليل والنهار.
شريكة الحياة هذه هي واحدة من اثنتين لا ثالث لهما، أن تكون له، أو عليه، وفي كلا الحالتين فإن الزوج الراضي، أو المتذمر، أو الساخط، هو المسؤول الأول عن الحال منها، شراً، أو خيرا، لأنها اختياره هو، وقبوله هو، وقناعته هو.
ويقودني هذا، لأن أعود بالذاكرة إلى الوراء قليلاً، مستذكراً جهود الوالدين في تربية أولادهم، والذين سيكون ذات يوم، إما إضافة نافعة لمن حولهم بالمجتمع، أو كارثة، وورطة، وهم، وغم.
 هذه التربية هي المصنع الذي يتخرج منه الرجال، بنسب رجولة متفاوتة، فهنالك مصانع تربوية ذات جودة عالية، وأخرى متوسطة، وثالثة ضعيفة وتجارية المنشأ.
“الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة” حديث عظيم لرسول الله صلى الله عليه وسلم، يوصينا فيه بالمرأة التي ستبني الحياة الحقيقية مع زوجها، وتقبل بالنصيب منها، مهما كان صغيراً.
هذه المرأة هي ملذة الحياة، وانتصارها، لأي رجل، كنعمة لا تقدر بثمن، أساسها توفيق الله عز وجل أولاً، ثم بشخصية رجل أحسن أهله تربيته، وأحسن هو الاختيار، ولعمري فإن (أم دانة) هي بلسم الحياة لي، وهي أساس السعادة والبهجة، وهي (الزوجة العظيمة).

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .