أحاديث عابرة تجمعني مع صديقي العزيز “بو يوسف” والذي هو من أبطال التوستماسترز في البحرين، ومن الكفاءات الوطنية والأخلاقية المشهود لها بجهة العمل التي يمثلها.
هذه الأحاديث لا تعبّر عن خلجات النفس وفضفضتها، بقدر ما تتحدّث عن مكنون تجارب الحياة، وخلاصة لبِّها، عن ما يجب أن يفعل المرء، وما يجب أن يتجنبه، وبأن الحياة مهما طال أمدها فهي قصيرة، تمر أيامها بحياة المرء، بسرعة خاطفة، تمامًا كمن ينظر إلى أعمدة إنارة الشوارع، من نافذة قطار، كما قال الكاتب الراحل أحمد خالد توفيق.
ولقد استوقفتني حِكم صديقي بو يوسف والتي أشارككم بها اليوم، كعبر، ومحطات حياة مهمة، وملهمة، أولها حديث جمعني به عن الأطفال، وتزايد مسؤوليات تربيتهم اليوم، في زمن يضج بالفتن، والعبث، والتدخلات، ومصاعب الحياة الاجتماعية والتربوية.
 ويجيب صديقي بو يوسف مبتسمًا كعادته “أطفالنا هم “كالأسرى” تمامًا، واجبنا بكل الظروف أن نتحملهم، ونرفق بهم، وما يعانيه هذا البيت، ليس ببعيد عن ذاك، بل لربما يكون أكثر، وصدقني حين أقول لك بأنهم سيعرفون في يوم من الأيام، وسيقدرون جيدًا، ماذا قدمنا لهم؟ وكيف؟ وبأي تضحيات؟”.
وفي حديث آخر، عن الإنفاق على الأسرة، وتزايد الغلاء المعيشي، يعلق صديقي بو يوسف “الراتب الذي استلمته أنا وأنت هو مجرد أرزاق نوزّعها على الآخرين، جزء منه لزوجاتنا، وجزء لأولادنا، وجزء لمغسلة الثياب، وجزء للخضار، وآخر لعاملة المنزل، وهكذا، نحن يا أخي الكريم مجرد وسيلة، لتوزيع هذه الأرزاق لمن حولنا، بنعمة عظيمة حبانا الله بها”.
ويضيف “يظن البعض بأن توزيع الأرزاق هو للأسرة فحسب؛ لكن الحقيقة بخلاف ذلك، فهنالك كثيرون ممن يعيشون حولنا، يشاركوننا هذا الرزق، وإن اشترينا منهم سلعة أو خدمة”.
وفي حديث ثالث وأخير عن التذمر بسبب هموم الحياة، ومصاعبها، يعلق صديقي بو يوسف “مهما تكالبت علينا الحياة، يجب أن نحفظ ماء الوجه، وأن لا نسكبه لأي أحد تحت أي مسبب، حفظ ماء الوجه أهم بكثير من أمور الحياة الضرورية والمعيشية يا صديقي”.