“من ذاكرة الأحياء” هو عنوان مبادرة وطنية بدأها قبل نحو عام ونصف العام الزميل الصحافي والأمين العام المساعد السابق في مجلس النواب جمال زويد، تقوم فكرتها على تأريخ وتوثيق سير الآباء والأجداد من الشخصيات التي خدمت الوطن، وكان لهم فضل السبق والأقدمية، وبذلوا الغالي والنفيس من جهودهم وأوقاتهم وسني أعمارهم؛ من أجل أن يشتد عود هذا الوطن ويقف بنيانه شاهقًا وتحلق رايته عالية في لحظات ومراحل شاقة، تستحق أن نسجلها ونسلط عليها الضوء ونحفظها للأجيال على مر الأزمان، وذلك عبر الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تم تأسيس منصة لهذه المبادرة فيها حساب “انستغرام” وقناة “يوتيوب”.

الشيء الجميل الذي تحاول أن تصنعه هذه المبادرة التطوعية هو أن تتجاوز المعتاد، إذ إن غالبية حكاياتنا عن ماضينا تأتي بعد رحيل أصحابها، فلا يراها بطلها ولا يشعر بها.

وقد تأتي الرواية عنهم ناقصة أو مجتزأة أو فاقدة لحيويتها، على عكس التوثيق لهذه الشخصيات أثناء حياتهم، فيقصون علينا بأنفسهم، بالصوت والصورة مراحل حياتهم وقصصهم، يوثقون بألسنتهم تاريخهم وجهدهم وإنجازهم.

فهذا تأريخ مهم للوطن، بالإضافة لما يحتويه من تقدير ورد جميل لهؤلاء الكبار، الذين يستحقون أن نبقيهم في وجدان الوطن وذاكرته.

والأجمل في هذه المبادرة أنهم سجلوا ونشروا فيها حتى الآن مع 47 شخصية من مختلف المجالات والتخصصات، فيها من المعلومات والأحداث والتجارب والقصص ما يجعل منها مادة ثرية تسهم في حفظ وتوثيق مراحل مهمة من تاريخ وطننا العزيز.

فشكرًا للأخ جمال وفريقه من المتطوعين، الذين يستحقون كل الدعم والتشجيع، فقد استطاعوا بإمكانات متواضعة استغلال وسائل التواصل الاجتماعي لخدمة وطنهم وتاريخه.

ملاحظة: الأحياء يموتون مرتين: الأولى حينما يلفظون أنفاسهم الأخيرة، والثانية حينما ينساهم الناس.