لاشك بأن ما يحدث في قطاع غزة من مجازر مروعة، بماكينة القتل الإسرائيلية، أعاد إلى الأذهان مجددًا القضية الفلسطينية وعدالتها، وما يعانيه هذا الشعب الشقيق المغلوب على أمره يوميًا، من ظلم، وضيم، وجور، لم يسبق له مثيل في التاريخ الحديث، والقديم معًا.

ولا يستطيع أي كان أن يشيح بوجهه، أو يغض الطرف عن صور ومشاهد قتل الأطفال، واستهداف المستشفيات، وبيوت المدنيين، والآمنين، والتي أغرقت حياتنا في كل لحظة، بوجع لا يوصف، وبقهر، وغضب، مذكرةً إيانا بالرخص الذي وصل إليه الدم العربي، وكيف أن سكبه بالشوارع، بات من المسلمات العادية.

كما نبهتنا هذه المشاهد، بأن الديمقراطية الغربية ما هي إلا محض هراء حقيقي، وبأنها متى ما تقاطعت مع مصالحهم وأجنداتهم، أضحت حبرا على ورق رخيص، معبرة عن الدناءة، والحقد، والضغينة التي تستهدف أمة الإسلام من مشارق الأرض إلى مغاربها.

دماء أطفال فلسطين الأبرياء، كشفت لنا كيف هو النفاق الدولي، وبأن المواقف وحدها هي التي تظهر معادن البشر، كيف يفكرون، ماذا يريدون، وما نياتهم؟

إننا لنعيش اليوم، وكل يوم، كارثة مروعة بفلسطين الحبيبة، انتزعت منا شغف الحياة، وطعمها، والهدف من الوجود بها.

وذكرتنا بأن ما يحدث بفلسطين قابل لأن يتكرر بأي مكان، إلا لو رأينا إرادة عربية إسلامية تستثمر فيها كل الموارد الاقتصادية، والأدوات السياسية، والعزيمة، ورباطة الجأش، لتكون عامل ضغط وكبس على دعاة القتل، ممن يسحقون الأجساد البريئة، دون أن يرمش لهم جفن.