ظهور لاعبة التنس التونسية "أنس جابر" الشهيرة في تصريح قصير وهي تجهش بالبكاء على المشاهد المروعة للأطفال والرّضع الذين يموتون كلّ يوم بقطاع غزة المُحاصر، بعد فوزها الأول في البطولة الختامية لموسم تنس السيدات بـ "كانكون" المكسيكية، أثار اهتمام الكثير من الإعلاميين والمتابعين في الوطن العربي والعالم، بعدما أعلنت تبرّعها لمساعدة الفلسطينيين ورفضها الاحتفال بالفوز وسط تشجيع الجمهور في موقف تاريخي تحولّت فيه لحظات انتصار الرياضة المُبهر إلى تعبيرات انكسار الإنسانية المُطبق جرّاء مقاطع القتل اليومي الوحشية.
المعروف، أنّ اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل لعام 1989م كرّست حقوق الأطفال الذين يُقاربون ثلث إجمالي عدد السكان على مستوى العالم، وفي مقدمتها الحقّ الآمن في العيش والحماية من جميع أنواع الأذى وتوفير الخدمات اللازمة لنموهم وتطورهم وتمكين مشاركتهم في المجتمع بعيداً عمّا يُعرّضهم لخطر الإساءة والتمييز والاستغلال والانتهاك اليومي في حالتي السلم والحرب. هذا الالتزام التاريخي الذي قطعه زعماء العالم على أنفسهم تجاه أطفال العالم قبل أكثر من ثلاثة عقود ونيّف بعد اعتمادهم الاتفاقية الأممية آنفة الذكر، أضحت بنود نصوصها "مُجمدةً" حتى حين! بعد أنْ شرعت آلة القتل الإسرائيلية في ابتسار حقوقهم في الرعاية الصحية والغذائية والتعليم، بل وابتتار حقّوقهم في حقّ البقاء والنماء بأنْ صيّرتْ قطاع غزة الذي لا تتجاوز مساحته (360 كم2) مقبرة تغصّ بها أجسادهم الغضّة البريئة.
نافلة:
في ظل قيادة مليكنا المُعظّم، رسمت البحرين أنموذجاً رفيعاً للدبلوماسية التي خطّت سياستها الخارجية إطاراً واضح المعالم من الاعتدال والتوازن والعقلانية عبر ترسيخ العلاقات الدولية القائمة على الثقة المتبادلة وتحقيق المصالح المشتركة واحترام سيادة الدول الشقيقة والصديقة وفق أُطُرٍ راسخة من التعاون والشراكة في دعم مختلف القضايا العادلة على المستوى العربي والإقليمي والدولي، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي عبّر فيها بوضوح سعادة وزير الخارجية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني – الذي زار رام الله مؤخراً - عن مواقف المملكة الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني في الحرية والكرامة والاستقلال، ورفض الحصار والتهجير وإزهاق الأرواح البريئة للمدنيين من النساء والأطفال، وتجنيب تغذية الأخيرة بالغضب الضاغط للثأر والتعطش البالغ للانتقام في أجيالها المُتعاقبة.
كاتب وأكاديمي بحريني