ارتبطت صورة خبير الأرصاد الجوية بأنه أول من يكتشف الحالات الخطيرة التي تهدد السلامة العامة، كما في أفلام هوليوود، لكن نجد غياب الوضوح الكافي لتمييز الحالات المطرية العادية من الغزيرة من قبل الجهات التنفيذية التي لا تُخْطَر بغزارة الأمطار، خصوصًا الحالات التي تتسبب في غرق بعض الأنفاق والشوارع الرئيسة، كما حصل يوم الخميس الماضي، ولا أدل على ذلك من تأخير وصول صهاريج سحب مياه الأمطار، والتسبب في شلل الحركة المرورية، وغرق بعض المناطق، كما هو الوضع في مدينة عيسى القديمة ومدينة زايد وغيرها، بل إنني تواصلت شخصيًّا مع العضو البلدي للمنطقة الأستاذ عبدالله دراج، والذي أفاد تأخر وصول الصهاريج لساعات بعد توقف الأمطار، ولو افترضنا معرفة الجهات المختصة بكثافة هذه الأمطار من وقت مبكر لأمكن الاستعداد بشكل أفضل للتعامل مع الوضع، لذا يجب زيادة جودة دقة بيانات الأرصاد الجوية، بشكل يوضح التحديات بدقة وفق المناطق الجغرافية التي ستتأثر بهذه الأمطار، كما نحتاج لتحديد مواقع تجمعات مياه الأمطار في الشوارع الرئيسة، والتعامل معها على أساس أنها نفذت بشكل غير مثالي، ما يدعو لإصلاحها بإعادة النظر في مواقع الانسيابية وارتفاعها عن بقية أجزاء المنطقة، حيث إن ذلك كفيل بطرد الماء إلى خارج حرم الشارع، خصوصًا الشوارع الجديدة، حيث نجد جزءًا من تحديثات شارع الشيخ سلمان باتجاه الجنوب في المنطقة المحصورة بين مدينة عيسى وسلماباد أخفض من المنطقة التي تحيط بها، ما يجعل الشارع الرئيسي نقطة تجمع للأمطار، ما يسبب الزحام المروري، فالعيب في تصميم الشارع، وعلى هذا المنوال قس الكثير من نقاط تجمع الأمطار في الشوارع الرئيسة، ما يؤكد ضرورة وجود كود معتمد في تنفيذ الشوارع الجديدة، بأن تكون بارتفاع كافٍ كفيل بطرد المياه خارج الشارع، ما يحافظ على الانسيابية المرورية، ولا ينبغي أن ننسى الدروس التي تعلمناها في جائحة كورونا من إمكانية العمل والدراسة عن بعد، ففي حال وجود تحذيرات من الأرصاد الجوية من الحالات المطرية العاصفة، يكون العمل والدراسة عن بعد ذلك اليوم، ما يقلل الضغط على الطرق واحتمالات حدوث الحوادث، فالأيام المطرية قليلة ومحدودة عندنا في مملكة البحرين.
* كاتب بحريني