تمثل لوحة الفنان بابلو بيكاسو الشهيرة “غيرنيكا” رمزًا لمأساة الأفراد وحجم المعاناة التي تحل عليهم أثناء الحروب، فقد رسمها الفنان العالمي الشهير عام 1937م، واستوحاها من قلب المعاناة عقب قصف القوات النازية والفاشية مدينة “غيرنيكا” الصغيرة في إسبانيا أثناء الحرب، تلك اللوحة التي استقرت في متحف الملكة صوفيا في مدريد تؤكد أن الفن قادر على لعب دور المؤرخين في كتابة تاريخ الحروب.

أجزم أنه لن يفارقك الألم وأنت تشاهد هذه اللوحة التي خلّدت معاناة الناس بدلالات رمزية مؤلمة، تُذَكّر العالم بأهمية السلام وشيوع العدل بين الناس كرمز للإنسان المتحضّر المتمدّن، فما يغني عنا التحضّر والتمدّن ونحن نجد أدعياءَهُ ومنظّريه ينتهكون أدنى قيم الإنسانية؟! مأساةٌ إنسانيةٌ كبيرةٌ يعيشها أهل غزة، مأساةٌ تحتاج إلى مئاتِ اللوحات الفنية كـ “غيرنيكا”، واليوم مع التطور التكنولوجي يمكن للجميع وضع بصمة واضحة للوقوف مع الإنسانية والحقِّ والعدل، كما فعل بيكاسو بلوحته، فمن يكتب؛ ينتصر للحق، ومن ينشر قصيدة؛ ينتصر للحق، ومن يساعد في إيصال ما يوثق هذه المعاناة والمظالم للرأي العام العالمي؛ ينتصر للحق.. أتابع الآلاف في منصات التواصل الاجتماعي، والكثير منهم ينشر الحقائق بالأرقام والصور بشكل مقنع وواضح وصريح من أرض الواقع، فمتى ما وجدت ما ينطبق عليه ذلك من المواد والرسائل الإعلامية، فلا تتردد في نصرة الحق، ولا تستثقل بشاعة الصور، ولا تستنقص أهمية هذا الدور، فربما إذا تعاونا في نشر الحقيقة للملايين حول العالم، استطعنا توثيق هذه المعاناة ورسم حجم المأساة التي حلت هذا العام كما فعل بيكاسو في لوحته.

* كاتب بحريني