تصدر مواقع التواصل خبرُ إبعاد إحدى المشهورات إلى بلادها، وذلك بعد اكتشاف إصابتها بمرض نقص المناعة المكتسبة “الأيدز” - حسب ما نُشر - حيث ذُكر تمكنها من إغواء الكثير من متابعيها في المنطقة في أكثر من دولة، ونقلها المرض لهم عبر العلاقات المحرمة، علما أن متابعيها يفوقون مليون متابع في إحدى منصات التواصل التي تنشط فيها بنشر محتواها الهابط، والعبرة من هذه القضية - مهما كانت صحتها وتفاصيلها - الخطورةُ الكبيرةُ التي تنطوي على متابعة كلِّ من هبّ ودبّ، وما يولده ذلك من إثارة الرغبات المكبوتة في قلوب المتابعين، والنتائج الوخيمة التي حصلت لهم في نهاية الأمر، فليست هناك مناعة أو حصانة ضد الإصابة بمثل هذه الأمراض الفتاكة كونهم مشاهير في مواقع التواصل – مثلا -، فالمرض هو المرض، له نواميسه التي يجري وفقها وينتقل بها من شخص إلى آخر، والجريمةُ تتضاعف هاهنا فيما لو كانت عالمة وعامدة نشر هذا المرض بين متابعيها.
في بداية تسعينات القرن الماضي عرض تلفزيون البحرين فيلم “شاويش نص الليل” للفنان فريد شوقي، والذي تناول انتشار مرض “الأيدز” في الزوايا المظلمة، وكم تضمن حينها رسائل توعوية وتحذيرية لكل من يسلك طريق الغواية ويقع ضحية الأهواء في جحيم هذا المرض، كم كان صادمًا مشهد الختام حينما قتل ابنه المصاب بمرض “الأيدز” وهو يحاول الهرب من المستشفى ونشر المرض في المجتمع، فالحذر واجب، فإياك أن تغامر بحياتك كلها من أجل ساعة في أحضان الشيطان.
ما من عاقل يستحضر عاقبة هذا المرض الصحية والاجتماعية بالعار والفضيحة إلا وجب عليه الاتعاظ والتفكير مليًّا قبل الوقوع في هذا المستنقع، فكيف إذا استحضر مع ذلك العقوبات الإلهية الأخرى العاجلةَ والآجلةَ؟!.
* كاتب بحريني