استبشر الناس بقرب تدشين خدمات “مترو” البحرين - وفق التصريح المنشور لرئيس قسم مشاريع النقل البري بوزارة المواصلات والاتصالات - وكانت غالبية التعليقات على التصريح مُرَحِّبَة ومتفائلة، أملًا في أن تزيح عنهم كابوس الزحام، فقد تغيرت ثقافة كثير من الناس تجاه “المترو”، جراء تجاربهم العملية معه أثناء زيارتهم بعض الدول، حيث رأوا أنه وسيلة آمنة، وسريعة، وقليلة التكلفة، وستقلل استهلاك السيارات التي تتضرر جراء الانتظار في الاختناقات المرورية، ما يزيد من أعطالها، ويحمِّلهم فواتير باهظة.
ومن هنا يجب التفكير في توليد بدائل استخدام السيارات الخاصة، كالباصات والدراجات الهوائية والكهربائية، حيث نشهد ازدياد استخدام جزء كبير من العمالة هذه الوسائل، فهي مفضلة لديهم، حيث يصلون إلى وجهاتهم بسرعة كبيرة، إضافة إلى توفير العديد منهم مبالغ إيجار موقف السيارة الذي يصل في بعض المواقع إلى مئة دينار شهريا!، فالكثير من الفئات يمكنها استخدام هذه الوسائل متى ما توفرت لها مسارات خاصة سالكة، تجنبها خطورة الشوارع الرئيسية بين المدن وداخلها. ولك أن تتخيل - على سبيل المثال - أن معدل سرعة السيارة حال الاختناقات المرورية يصل إلى خمسة كيلومترات تقريبا، في الوقت الذي يصل فيه متوسط سرعة الدراجة الهوائية والكهربائية إلى ثلاثين كيلومترا في الساعة، ما يعني أنها أسرع ستة أضعاف، كما أن الأجواء المعتدلة التي تساعد على استخدام هذه النوعية من الوسائل تمتد إلى أكثر من ستة شهور، بل إن هناك من يستخدم الدراجة الهوائية – مثلا - طيلة العام، علاوة على فوائدها الصحية والنفسية، حيث إنها تعتبر وسيلة رياضية، إلى جانب تعرض مستخدميها للهواء الطلق وأشعة الشمس التي تزودهم بفيتامين (د).. فمرحبا بكل الجهود التي توفر بدائل استخدام السيارات الخاصة، ما سيكون له أبلغ الأثر على واقعنا المروري اليومي.
* كاتب بحريني