نشر المرور السعودي هذا الأسبوع مقطع فيديو للأعمال والجهود المبذولة لرصد المخالفين عبر ما يطلق عليه “المرور السري”، والذي يقوم على فكرة السير بدوريات مدنية بين السيارات، ورصد المخالفات التي تهدد سلامة مستخدمي الطريق، مثل المراوغة بين المركبات، وتجاوز السرعة بأكثر من 40 كيلومتر في الساعة عن السرعة المقررة للطريق، والالتصاق بالسيارات الأخرى من الخلف بشكل خطر، وعدم ترك مسافة كافية، وفرض غرامات مالية كبيرة لصد هذه الممارسات السلبية، للحد من المخالفات المؤثرة على السلامة العامة، والتي يمتهنها العديد من سوس الطريق - إن جاز التعبير - فكما أن سوسة النخيل تنخر في قلب ضحيتها، ينخر هؤلاء قلب السلامة المرورية بهدف الوصول لوجهتهم في أقل وقت ممكن، والنتيجة حوادث وإصابات بشرية أو حتى وفيات، علاوة على الزحام وإفساد الانسيابية المرورية في الطرق السريعة، حيث نلاحظ في معظم الأحيان توقف الطرق بالرغم من عدم وجود حوادث فيها، وهي الظاهرة التي تم تحليلها وتفكيكها لفهم أسبابها بشكل واضح في الدول الغربية، وتبين أن غالبيتها ناتج عن المخالفات التي يقوم بها “سوس الطريق” من السائقين المخالفين الذين أصبح دورهم السلبي واضحا للجميع، وكم عبر مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي في البحرين عن غضبهم جراء تهديدهم أرواحهم بسبب رعونتهم ولامبالاتهم.
في البحرين قامت الإدارة العامة للمرور بعمليات رصد مخالفات السرعة بواسطة دوريات مدنية قبل سنوات، ونحن الآن ننتظر توسيع دائرة الرصد بواسطة المرور السري، فهي وسيلة رادعة وفعالة؛ لما لها من عنصر المباغتة، وجعل المخالفين في حال ترقب وخوف من إيقافهم، وفرض غرامات مالية كبيرة عليهم، علاوة على إيقاف مركباتهم، أو رخصهم، وكما قيل: “خلك نظامي بالقيادة تسلم ويسلم الجميع”.
كاتب بحريني