في الوقت الذي ينشغل فيه علماء البشر والدول المتقدمة بتكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي وتطوير خدمات الرعاية الطبية والصناعات والزراعة، وتحويل الخيال العلمي إلى حقيقة لخدمة البشرية ومن هم على كوكب الكرة الأرضية، لرفع مستوى الاقتصاد العالمي والأمن الغذائي، مازال في الجانب الآخر بعض من البشر يعيش حالة “الدوغمائية” تحت السديم، وفي ظلام قمطرير منشغل بمناقشة الجدل البيزنطي في أمور لا تسمن ولا تغني من جوع، مثل مسائل حلق اللحية وتفسير الأحلام والعلاج بالأحجار الكريمة، والاستحمام بوضوء ماء العائن، والبكاء على أحداث من أساطير الزمن الماضي منذ القرون الوسطى، والناسخ والمنسوخ والثابت والمتحول.

المصاعب الثقافية والمعيقات المعرفية “الإبستمولوجية” المترسخة في الأذهان تحتاج إلى تحريك وزحزحتها أو تغييرها لكي يحصل التوصل إلى المعرفة الحقيقية التي لا يمكن أن تقوم بالتوازي مع المعرفة الخاطئة.

العيش في دوامة الفعل الماضي لن يصنع مستقبلًا متطورًا مزدهرًا يواكب سرعة الزمن في الإبداع ما دامت المشاريع الثقافية والفكرية في سبات عميق.

نغزة: نحتاج إلى عودة معارض الكتب وجرأة من قبل النخب، وفعاليات المجتمع لنقد العرف والأساطير القديمة والقصص الخيالية المنسوبة إلى التاريخ والحضارات.

تذكير: زمن العصر الحجري والجاهليات انتهى، وعقارب الساعة تسير نحو طريق التنوير وإلى ما بعد الحداثة.