من أسوأ العبارات التي مازالت تتردد في المجتمع الشرقي وكأنها حكمة “زوجوه يمكن يعقل”.

طيب.. ما ذنب الزوجة التي تحولت حياتها إلى تجربة اختبار لعل هذا الفاشل يعقل من خلالها إذا أكمل نصف دينه وتزوج؟

كثير من النساء والعوائل يعانون الجحيم بسبب فشل الزيجات من أشباه الرجال، الذين لا يستطيعون تحمل المسؤولية أو مازال سلوكهم غير سوي حتى بعد الزواج.

أخبرني أكثر من محامٍ ووسيط شرعي أن الكثير من النساء يعانين مرارة العيش التعيس بسبب الزواج من ذكر طائش مازال يعاني من المراهقة والهشاشة الفكرية، وسوء الخلق في التعامل مع نصفه الآخر.

من أسباب الارتباط بالزوج الفاشل أمور عدة منها، اعتقاد الأهل بأن تزويج فتاهم الطائش سيجعله “يركد” ويسكن ويعقل، والعتب الآخر على أهل البنت في عدم سؤالهم عن أخلاق عريس “الغفلة” عند التقدم لطلب الارتباط منها، إضافة لدور آخر يلعبه (الخطّاب أو الخطّابة) في عدم تأكدهما من سلامة السيرة وحسن السلوك لابن الحلال، الذي يرغب في إتمام إجراءات عقد القران.

الزواج ليس تجربة شخصية أو اجتماعية للإنجاب والترفيه، أو صفقة بين عائلتين لتقوية روابط النسب الأسرية والتجارية، إنما هو مشروع لبناء أسرة مستقرة.

وللحد من ارتفاع نسب الطلاق ووقف تصاعد أعداد المعلقات بسبب تجارب الزيجات الفاشلة، نقترح من خلال سطور هذا العمود أن يكون للمراكز الاجتماعية دور فاعل في المجتمع، عبر تثقيف المقبلين على الزواج واختبار قدراتهم النفسية والإدراكية من قبل اختصاصيين نفسيين وتربويين واجتماعيين؛ للتأكد من قدرات الطرفين، وتأهلهم لإتمام مشروع الزواج قبيل التوقيع على وثيقة العقد.

رمسة: منهن من يعشن التعاسة بسبب من هو قبيح السيرة والصورة والمنطق.. وليس له عقل يفكر ولا قلب يحب.