العدد 5479
الأحد 15 أكتوبر 2023
banner
الجيش والمليشيا
الأحد 15 أكتوبر 2023

عند الكلام عن الإعلام التقليدي الذي يشمل الصحافة ومحطات الإذاعة وقنوات التلفزيون، وما يقابله من إعلام حديث في التطبيقات الرقمية ومنصات التواصل الاجتماعي، وغيرها من البرامج التي نافست بشراسة الإعلام التقليدي وربما تفوقت عليه، لابد من الوقوف هنا لمعرفة الفرق بين الإعلام التقليدي ومنافسه الحديث “الرقمي”، إذ يعمل الإعلام التقليدي وفق ضوابط وقوانين من خلال جهد كبير بمثابة خلية بشرية داخل المؤسسات الإعلامية لديها المعرفة المهنية والأكاديمية والخبرة الإعلامية لتقديم منتج معلوماتي، من خلال صياغة الأخبار والتقارير والآراء والتحليلات وإجراء الحوارات والتحقيقات، وغيرها من فنون العمل الإعلامي يوميا، بغرض إيصال المعلومات والحقيقة التي تحترم عقل القارئ أو المشاهد عبر العمل المهني، أما الإعلام الرقمي الحديث في الغالب يعمل في ظل انفلات إعلامي وضوضاء إلكترونية في زمن “الفاشينيستات”، وحب الشهرة وصناعة المحتوى الرقمي، لتقديم محتوى إلكتروني سريع الوصول إلى ملايين البشر من حاملي الهواتف الذكية، وبالرغم من وجود صناع محتوى لديهم تقديم محتوى رائع وهادف وراقٍ، إلا أن معظم المشاهدات المرتفعة التي يحققها البعض من صناع المحتوى في حقيقة الأمر مخجلة وعبارة عن إسفاف، بغرض التكسب المالي من الإعلانات مدفوعة الأجر، ولا تعكس الحقيقة.
لدينا واقع طعمه مر يحتاج إلى ضوابط لإيقاف سخافة بعض المحتويات الإلكترونية التي يقدمها من لا مهنة له، ومع الأسف نرى أحياناً انفلاتاً يسيء لسمعة أوطاننا وجهود الحكومات.
بعض المحتويات في “السوشال ميديا” بعيدة عن الحقائق، وتحاول استعطاف الناس من خلال الترويج للكثير من المشاريع الربحية، وبعضها غير مرخص أو غير نظامي أو غير صحي، كما يقدم بعض الممثلين البارعين والمتفوقين على ممثلي الأفلام السينمائية والمسلسلات الدرامية محتويات ذات ثرثرة، هدفها الأساسي التأثير على حاملي الهواتف الذكية من الداخل والخارج لتهييج مشاعرهم، دون مراعاة للعرف الاجتماعي وخصوصية المجتمعات.
يصف الإعلامي اللبناني طوني خليفة الإعلام التقليدي بالجيش النظامي، والإعلام الحديث بالمليشيا، ويبقى الجيش جيشا وإن تفوقت المليشيا على الجيش.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .