العدد 5495
الثلاثاء 31 أكتوبر 2023
banner
تباين المواقف بشأن الحرب على غزة
الثلاثاء 31 أكتوبر 2023

رغم المجازر التي يقوم بها جيش الاحتلال الصهيوني وضربه كل قرارات الأمم المتحدة عرض الحائط، والتمادي في العمليات الإرهابية من قصف للمدنيين وتهجيرهم وتجويعهم دون أن ترمش له عين، واستمراره بالتباكي على الضربة التي تعرض لها من المقاومة في السابع من أكتوبر ليبرر لنفسه المجازر التي يقوم بها أمام العالم.

تباينت مواقف الدول، فهناك من أيد الحملة العسكرية التي يقوم بها الجيش الصهيوني وبرر المجازر بأنها حق أصيل للجيش الصهيوني للرد على الاعتداء الذي تعرض له بحد قولهم، فنجد أن المجازر وقطع الكهرباء وقتل الأطفال والنساء وقصف الصحافيين والمستشفيات يندرج تحت الدفاع عن النفس! ومنهم من اتخذ مبدأ الحياد، حيث صرح بضرورة عدم التصعيد فقط. ومنهم من استنكر وطالب المجتمع الدولي بالتدخل لوقف حمام الدم الكارثي في غزة التي تقصف منذ أكثر من 20 يوما أمام مرأى العالم، فلا تستطيع أية دولة التدخل ولا المنظمات الحقوقية والإنسانية بسبب الدعم اللامتناهي من الولايات المتحدة الأميركية للكيان الصهيوني المحتل.

لم يتوقع الشارع العربي والإسلامي هذا الصمت من الدول العربية، فإن كنت لا تستطيع القتال فبإمكانك الدعاء وإرسال المساعدات لإخواننا في غزة والأهم إصدار بيان رفض لكل ما يحدث بحق المدنيين من مجازر وإرهاب. فالعالم يعلم أن الدول العربية والخليجية بالذات هي التي تتحكم بسوق النفط، وهذا الأمر بحد ذاته سلاح يمكنك أن تلوح باستخدامه في حال استمرت المجازر. إن ما يقوم به الكيان الصهيوني من إدخال المدنيين في المعركة واستهدافهم بشكل عشوائي أمام العالم وصمت دول كبرى تتغنى بحقوق الإنسان والمساواة ونبذ العنصرية مثل الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وإيطاليا وألمانيا وبريطانيا ومباركتهم العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد المدنيين والمستضعفين في غزة تناقض واضح، فهنا نشاهد عنصرية القرن.

إن تباين المواقف من الدول الكبرى التي اعتبرت الجيش الروسي جيشا مجرما ارتكب مجازر بحق الشعب الأوكراني من قتل للمدنيين وقطع للكهرباء والماء ما هو إلا نقطة في بحر ما يحدث في غزة، فنجد أن ما يحدث في غزة تجاوز كل الخطوط الحمراء، ما يحدث في غزة أسوأ مما حدث في أوكرانيا، حيث إن سكان غزة في السجن لا يستطيعون الهرب في حين أن الحدود الأوكرانية مفتوحة للأوكرانيين، الأمر ذاته يتكرر في غزة وبشكل أكثر قسوة، فتم قطع الماء والكهرباء وقصف المستشفيات، هنا اعتبرت الدول الكبرى ذاتها أن ما يقوم به الاحتلال الصهيوني حق من حقوقه، وهو دفاع عن النفس في موقف مسيء لهذه الدول لتتبين للعالم عنصريتهم غير المبررة.

يجب على الجميع دعم الفلسطينيين في تقرير مصيرهم، وأن لهم الحق في الحياة بالشكل الذي يناسبهم، وإرجاع أراضيهم وإيقاف الاستيطان والمجازر والاعتقالات غير المبررة.

بالأمس نشر سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة مقطعا مصورا لجلالة الملك المعظم في رسالة واضحة وهي أن جميع مكونات المجتمع يدعون لإخوانهم في غزة، فغرس القضية الفلسطينية لدى الأطفال واجب على كل رب أسرة.

كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية