العدد 5487
الإثنين 23 أكتوبر 2023
banner
ومن المجاملة ما...
الإثنين 23 أكتوبر 2023

في حفل العشاء قال المدير نكتة فضحك جميع الموظفين إلا واحدًا، فالتفت إليه المدير متسائلًا: يبدو أنك ما فهمت النكتة أليس كذلك؟ ردّ الموظف قائلًا: نعم فهمتها ولكني قدمت استقالتي أمس والمجاملات ما عاد لها داع!


هذه الطرفة التي أرسلها لي أحد الزملاء ربما تعكس إحدى صور المجاملات بين الرئيس والمرؤوس. وهناك كما تعرف سيدي القارئ درجات من المجاملات فبعضها عابرة ويمكن التغاضي عنها وبعضها مهم قد يؤثر في صنع القرار. وهناك حالات قد تسيء إلى أشخاص إن لم يتم التعامل معها بحزم كما حدث في الموقف التالي:


في أول لقاء مع نوابه ومساعديه ومديري الإدارات أشاد الرئيس التنفيذي المعيّن حديثًا بأداء زميله الرئيس السابق الذي خرج على التقاعد مؤخرًا وبمنهجية إدارته المهنية وإنجازاته. فور انتهاء الرئيس من حديثه تداخل أحد نوابه قائلًا:


هذا لطف منك سيدي الرئيس ولكن دعنا نكون واقعيين، فأداء الرئيس السابق كان متواضعًا ولم تكن منهجيته واضحة في إدارة المؤسسة.. قد يشاطرني بعض الزملاء هذا الرأي. وتابع النائب: أما الآن فنحن نعمل مع إداري محترف.. وقاطعه أحد المديرين بهدوء:


أنا لا أتفق مع ما قاله النائب بحق الرئيس السابق وقد يشاركني الزملاء. وللعلم فإن زميلنا النائب كان من أشد المعجبين بأدائه وبمنهجيته. لا أدري سبب هذا التغيير في رأيه. المجاملة في مثل هذه الأمور قد تكون ظلمًا. أعتذر ولكني لا أستطيع مجاراة النائب في ما قاله وإن كان رئيسي المباشر.


بعد لحظات صمت، قال الرئيس معلقًا: أحسنت فأنا أحد الذين تعلموا وتدربوا على يد زميلي السابق وأنا مدين له بهذا فله كل التقدير. نعم أقدّر رأيك وخروجك عن دائرة المجاملة وإعطاء الرئيس السابق حقه. أما أنت أيها النائب فأريدك أن تعرف بأن أسلوب المجاملة لن يوصلك إلى أهدافك لذا أنصحك التخلص منه وإلا..

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية