يقول أبراهام ماسلو: ’’إذا كانت المطرقة هي الأداة الوحيدة التي معك فستعامل كل الأشياء وكأنها مسامير‘‘. أرجو سيدي القارئ أن تعيد قراءة تلك المقولة مرة أخرى وتسقطها على سلوكيات بعض المديرين وأسلوب تعاملهم مع مرؤوسيهم وخاصة أولئك الذين أصبحت السخرية والإهانة والتهديد المستمر خاصية وجزءًا من تكوين شخصياتهم وأسلوبًا لاستعراض السلطة الإدارية لديهم.
سألت أحدهم عن أسباب تبنّيه أو استخدامه لهذا الأسلوب في التعامل مع مرؤوسيه وباختصار لماذا أسلوب المطرقة؟ نظر إليّ بشيء من الاستغراب ثم قال: أنا شخص مطّلع على العلوم والنظريات الإدارية وأتابع وأستفيد من تجارب وممارسة القادة الإداريين المتميزين وأقوم بتطبيق بعضها. وتابع قائلًا: في هذا السياق، يمكنني القول بأني أُعجبتُ بنظرية (×) للمؤلف دوجلاس ماكجريجور فتبنّيتها وأصبحتُ أطبقها.
ماذا تقول نظرية (×) هذه سيدي القارئ؟ باختصار هي ترى أن العامل لا يرغب في العمل ويتهرّب منه ويجب مراقبته وتوجيهه ومعاقبته إذا خالف التعليمات... وصَمَتْ صاحبي للحظات ليكمل بعدها قائلًا: نعم يجب أن يعرف المرؤوس بأن المطرقة جاهزة للتعامل مع المسامير...
وصبرتُ حتى انتهى ثم قلتُ له: ولماذا لم تقم بتبنّي النظرية الأخرى للمؤلف نفسه؟ وأقصد هنا نظرية (y). فالمؤلف في هذه النظرية ربما يضع المبررات والأسباب لما ذكره في النظرية الأولى بأن العامل لا يرغب في العمل ويجب مراقبته. فهو يقول في نظرية (y) إن المرؤوس لا يكره العمل بسبب استخدام أسلوب غير التهديد مثل التفويض وزيادة حريته والإثراء الوظيفي والمشاركة في صنع القرار ويفترض أن الموظف قادر على الإبداع. ما رأيك سيدي القارئ... لماذا يلجأ البعض إلى السلبيات وأسلوب المطرقة وهناك الإيجابيات والأسلوب اللطيف في التعامل مع المرؤوس؟