+A
A-

مراسل “البلاد” في بيروت: رسائل عالية النبرة وتهديد غربي للبنان

  • مصادر أميركية دبلوماسية لـ “البلاد”: الولايات المتحدة حشدت قواتها بالمنطقة للحماية من أي عمليات عسكرية

ليس تفصيلًا بسيطًا أن تبدأ الدول الغربية الكبرى، والدول العربية، بدعوة مواطنيها إلى مغادرة لبنان فورًا، بما يوحي وكأن البلاد مقبلة على حرب كبرى، بدأت بشكل أو بآخر على الحدود الجنوبية اللبنانية ويمكن أن تتوسع أكثر، كذلك يوحي بأن إمكان المغادرة بعد اندلاع الحرب من مطار رفيق الحريري الدولي لن تكون سهلة، وهو مؤشر إلى توقعات لهذه الدول بضرب الجيش الإسرائيلي المطار في بيروت.  التصعيد العسكري بدأ على صعيد واسع خارج قواعد الاشتباك المتعارف عليها بين “حزب الله” والجيش الإسرائيلي اتجاه موقع المنارة الإسرائيلي العسكري في الجليل الأعلى غرب كريات شمونة، ما دفع الجيش الإسرائيلي إلى إطلاق قذائفه المدفعية تجاه الأراضي والقرى اللبنانية. كما تعرض أخيرًا سهل يارون المحاذي للحدود بالقذائف الفسفورية الإسرائيلية. نتيجة التصعيد وتبادل إطلاق النيران بين “حزب الله” و “حماس” و “الجهاد الإسلامي” من ناحية، والجيش الإسرائيلي من ناحية أخرى، باشرت السلطات الإسرائيلية الجمعة بإخلاء 28 مستوطنة تقع على بعد كيلومترين من الحدود اللبنانية، وصادق وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت، الجمعة، على قرار إخلاء مستوطنة “كريات شمونة” من سكانها، وضمها ضمن خطة إخلاء المستوطنات الواقعة على الحدود الشمالية مع جنوب لبنان، على خلفية التصعيد العسكري مع “حزب الله” في جنوب لبنان. وشهدت أيضًا مناطق لبنانية جنوبية تعرضت لـ “قصف إسرائيلي”، حركة نزوح كثيفة باتجاه العاصمة بيروت.


لبنان لا يريد الحرب
يتابع اللبنانيون عن كثب تطورات الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس، والتصعيد على الحدود الجنوبية للبنان، وسط ترقب شديد فيما إن كانت كرة النار المتدحرجة ستحرق بلدهم في ضوء دخول “حزب الله” الحرب وعواقب ذلك على بلدهم الغارق بأزماته الاقتصادية والاجتماعية.


انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي حملة تحت عنوان “لبنان لا يريد الحرب” لكي لا يتكرر الماضي، حيث انطلقت الحملة عقب الأحداث التي تحصل في غزة بين “حماس” والجيش الإسرائيلي، تعبيرا عن رفض اللبنانيين الانخراط في حرب أو نزاع لتجنب إعادة تجربة حرب تموز 2006، كون لبنان كان يعاني من أزمات اقتصادية واجتماعية ومالية، وهو بغنى عن أي أمر قد يزيد الضغط على اللبنانيين، ويفضل البعض عدم الدخول مباشرة في الصراع العسكري الجاري حاليا في المنطقة.


رسالة غربية للحكومة اللبنانية
على واقع التصعيد الحالي في الحدود الجنوبية اللبنانية، إذ أكدت مصادر دبلوماسية فرنسية مطلعة لـ “البلاد”، أن لبنان تبلغ رسالة غربية عالية النبرة أشبه برسالة تهديد أخيرة مفادها ضرورة التزام لبنان بالقرار 1701، ومنع التصعيد وعدم إشعال الجبهة الجنوبية منعا لحدوث واقع عسكري يخرج عن السيطرة، وحينها تترتب عواقب وخيمة على لبنان خصوصا في ظل الانهيار الاقتصادي والفراغ الرئاسي.


تحذيرات دبلوماسية غربية
وأضافت المصادر الفرنسية المطلعة، أن الحكومة اللبنانية و “حزب الله” في لبنان أُبلغوا من المسؤولين الفرنسيين بعدم التصعيد العسكري على الحدود اللبنانية مع إسرائيل، ومن غير المسموح كسر قاعدة الاشتباكات وتوسعها، ويجب عدم إقحام المخيمات الفلسطينية بالجبهة الجنوبية، لأن التصعيد ستكون له تداعيات كارثية على المستويات كافة، وسيعمل بتطبيق الحصار البحري والجوي والبري من إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة الأميركية، التي أصبحت الأخيرة سلاحها الدفاعي البحري في البحر الأبيض المتوسط، وبالتالي سيصبح لبنان هدفا لهم، وهو الذي يعاني على الأصعدة كافة.


وأشارت المصادر الفرنسية المطلعة، إلى أنه على صعيد آخر تبلغت الحكومة اللبنانية بعدم استعداد فرنسا ومعها المجتمع الدولي للوقوف بجانب لبنان ومساعدته في حال انزلق إلى الحرب، وتتزامن هذه الرسالة عالية النبرة والأشبه بالتهديد مع وصول المدمرة الأميركية إلى الشرق الأوسط. ويزعم قائد الأسطول الخامس أن المدمرة “يو.إس.إس. كارني”، المزودة بالصواريخ المباشرة هي للمساعدة في ضمان الأمن البحري والاستقرار بالمياه الإقليمية.


وأفادت المصادر الفرنسية المطلعة، بأن الرئيس الأميركي جو بايدن أعطى الضوء الأخضر للحكومة الإسرائيلية بشن حملات عسكرية خارج فلسطين المحتلة، مع دخول الولايات المتحدة الأميركية وشركائها، ألمانيا وإيطاليا وبريطانيا وعدد من الدول الغربية بمساندة ودعم الجيش الإسرائيلي.


حشود عسكرية أميركية في المنطقة
مصادر أميركية دبلوماسية مطلعة أكدت لـ “البلاد”، أن الولايات المتحدة الأميركية حشدت قواتها الدفاعية والعسكرية في المنطقة لحماية أنفسها من أي عمليات عسكرية ضدها وخوفا من استهداف “حزب الله” أو حركة حماس لها أو الفصائل المقاومة، وتحذيراتها للمواطنين الأميركيين بمغادرة لبنان جدية، وهي تعمل على تزويدهم بالمعلومات الخاصة للحيطة والحذر.


وأضاف المصدر الأميركي الدبلوماسي أن الإدارة الأميركية والرئاسة الفرنسية وبعض الدول الغربية أرسلوا رسائل تحذيرية واضحة بأن “إسرائيل” لن ترحم لبنان إذا توسعت الجبهة في الحدود الجنوبية اللبنانية مع فلسطين المحتلة، فهناك قتلى وأسرى فرنسيون ومن ألمانيا وكندا سقطوا بفعل معركة “طوفان الأقصى”، ومعظمهم يحملون الجنسية المزدوجة أي الفرنسية وألمانية والكندية والإسرائيلية، كذلك الحال مع جنسيات أخرى.


وأشار المصدر، إلى أن الرسالة الأميركية والفرنسية كانت حاسمة وجدية إلى أبعد الحدود في تحذيراتها للمسؤولين اللبنانيين، وعدم انزلاق لبنان إلى الحرب، لأن الثمن سيكون باهظا وكلفته عالية على لبنان.


فهل الأيام القليلة المقبلة سوف تشهد ما هو أخطر من أحداث، تحتاج إلى سرعة أكبر من الحكومة اللبنانية في اتخاذ قرارات مصيرية تتصل بالحياة والموت في لبنان؟