لم يخل شارع عربي من متظاهرين، ولم يسقط الناس ازاء المجازر التي ترتكب بحق أشقائنا المسلمين، القدس في خطر، "بالروح بالدم نفديك يا أقصى" هذا الشعار ظل خلال الأيام الثلاثة الماضية مرفوعًا على الصواري محمولًا على الأعناق ومكتوبًا بالدم.

ثلاثة أيام لم ينم الشارع العربي، ولم يهنأ بالراحة منذ جريمة العدوان الإسرائيلي على مستشفى المعمداني بقطاع غزة، 500 شهيد خلال دقائق انتقلوا إلى جوار ربهم، معظمهم من الأطفال والحوامل والمسنين، ومعظمهم من لم يستطع النطق بالشهادتين "لا إله إلا الله محمد رسول الله".

هكذا زهقت أرواح شعبنا، وهكذا يضع المجتمع الدولي أذنا من طين وأخرى من عجين، لا يصرح مسؤول بأن ما يحدث في قطاع غزة لا يقبله القانون ولا الشرائع السماوية ولا الأخلاق الإنسانية، وهكذا أصبحت ادعاءاتهم بحمل رايات حقوق الإنسان ما هي إلا ورقة لعوب لتبرير أطماعهم ونواياهم المغرضة من أجل تأليب الشعوب العربية على بعضها البعض، وعلى تقسيم أبناء الوطن إلى شيعٍ وقبائل ليتناحروا وليس ليتعايشوا.

الموقف العربي أدركته الجماهير العربية التي حركت الصمت من تحت أقدام البشر والروح المؤمنة من داخل سجن الجسد، تحرك الوطن العربي بكل طوائفه وفئاته وأعراقه من الخليج إلى المحيط، من مصر العروبة إلى الجزائر الفتية، إلى الشام العريق، وإلى الخليج الثائر.

في مصر خرجت النقابات ومؤسسات المجتمع المدني والجامعات والأحزاب السياسية في مظاهرات عارمة امتلأت بها كل محافظات مصر، تمامًا مثلما حدث في كل قطر عربي، وفي كل شارع من أجل القدس، ومن أجلك يا فلسطين.

الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية في مصر، بادرت كعادتها، بتوجيه أجهزة الإعلام وقطاعاته المختلفة بعمل برامج عن فلسطين، إضافة إلى التغطيات الإخبارية التي تحدث في فلسطين على مدار الساعة، وذلك حتى يطلع الرأي العام العربي والدولي على الحقائق التاريخية التي يسعى العدو الإسرائيلي إلى طمسها وغض الطرف عنها وتشويه هويتها.

إضافة إلى إطلاق حملة للتبرع بالدم للفلسطينيين، وتسجيل فيلم وثائقي بعنوان "هنا فلسطين" للحديث عن الدور المصري التاريخي في دعم القضية الفلسطينية.

وهكذا تثبت المواقف الصعبة أن أمتنا العربية مازالت بخير، وأن الضمير العربي لم يمت، وأن العروبة التي ظن البعض أنها دفنت ووريت الثرى مازالت حية ترزق، وعلى قيد الحياة.

كاتبة مصرية