من لحظة صدور الأوامر السامية للملك المعظم بإحياء “الفرجان العتيجة” في محافظة المحرق التاريخية، وتجديد مناطقها والاهتمام بـ “دواعيسها” القديمة ودعوة أهلها للعودة لها ثانية، وأهل المحرق وأصحاب البيوت التراثية القديمة الذين عانوا كثيرا عندما تم تجميد ممتلكاتهم الخاصة ووضع اشتراطات تعجيزية أمامهم بعدم السماح لهم بالتصرف فيها كإزالتها وبنائها من جديد - وقد سبق لنا طرح قضيتهم في مقال سابق -، أولئك بالذات استبشروا خيرا أكثر من غيرهم من تلك الأوامر السامية بعد انتظار طويل في تحقيق هذا الحلم الجميل.

وإثر ذلك الحدث التاريخي المهم، أصدر سمو ولي العهد رئيس الوزراء توجيهاته الكريمة للجهات الحكومية المعنية بتفعيل الأوامر الملكية السامية والبدء في خطة تطوير المحرق والمحافظة على الهوية البحرينية والتاريخية والثقافية والاجتماعية لما تتميز به المحرق من إرث حضاري وتاريخي استثنائي ليس في المنطقة بل في العالم بأسره، ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل قام سموه بزيارة لمدينة المحرق وتحديدا لقصر عيسى الكبير ومسار اللؤلؤ وعدد من بيوت مدينة المحرق “العشق”، واطلع سموه على خطة التطوير من خلال العرض الذي تم تقديمه، والذي شمل الحفاظ على الهوية التاريخية لمدينة المحرق، وتوفير وحدات سكنية تلبي احتياجات الأسر البحرينية المعنية، ومع ذلك المحافظة على المنازل القديمة ذات القيمة التراثية، وزيادة المسطحات الخضراء، وتطوير خدمات البنية التحتية والمرافق العامة، في الآن نفسه وجه سمو ولي العهد رئيس الوزراء بالبدء بالإجراءات الفورية المتعلقة باستملاك تلك البيوت التراثية ووضع التصاميم المناسبة لها وبدء تنفيذها، والعمل الفوري لاستكمال مشروع مسار اللؤلؤ.

أهل المحرق يشكرون قيادتنا حفظها الله، ويأملون أن يتم تخصيص مساكن خاصة للوافدين العزاب خارج مناطقهم السكنية، فوجود تلك الأعداد الهائلة من العمالة الآسيوية العازبة تحديدا مرفوض اجتماعيا، ومن شأنه أن يؤثر على عادات وتقاليد وسنع شعب البحرين، وبالتأكيد سيساهم في القضاء على أصالته ونمطية حياته اليومية والشواهد أمامنا كثيرة. وعساكم عالقوة.

* كاتب بحريني