العدد 5476
الخميس 12 أكتوبر 2023
banner
المغرب.. أيامٌ حافلة واستحقاقاتٌ قادمة
الخميس 12 أكتوبر 2023


كان شهراً حافلاً بالأحداث المتتابعة في المغرب، يقول لي صديق مغربي، وهو يرخي ظهره لمقعده بعد يوم طويل؛ يتنفس الصعداء، ويلقي نظرة على مسار الأعمال التي لا تنتهي، مردفاً: بدأ شهر سبتمبر بـ "زلزال الحوز"، كان تحدياً كبيراً، فالخسائر البشرية والمادية واسعة، إلا أن التضامن الذي حصل بين الملك والشعب والحكومة، جعل المملكة تتجاوز الأزمة بأقلِ الأكلاف!
الصديقُ الذي يتسنمُ منصباً متقدماً، يواصلُ حديثه: اتصل بي أخي، والذي كان ضمن المتطوعين في مساعدة متضرري الزلزال، وقال لي: لا ترسلوا طعاماً ولا مواد غذائية، هناك كميات كافية جاءت من جهات حكومية وأهلية عدة، فضلاً عن التبرعات التي قدمها المواطنون؛ لذا، لا حاجة للغذاء الذي هو بين أيديهم، أرسلوا لهم المال؛ وهذا ما حصل. تمت عمليات تبرع واسعة، عبر المؤسسات الحكومية والمدنية المعنية والمرخصِ لها، كي لا يحصل أي تلاعب.
لقد أدار المغرب الأزمة بشكل عملي وبكل مسؤولية وطنية، يقول صديقي مضيفاً: الآن نحن مقبلون على استحقاقات عدة: الاجتماعات السنوية للبنك العالمي وصندوق النقد الدولي في أكتوبر، وكأس العالم 2030 الذي ستنظمه المغرب برفقة البرتغال وإسبانيا، وقبلها كأس أمم أفريقيا 2025، دون أن ننسى أن مراكش احتضنت في 27 سبتمبر المنصرم، فعاليات "النسخة الثانية للمناظرة الأفريقية للحد من المخاطر الصحية"، والتي جرت أنشطتها بشكل طبيعي جداً، رغم أن المسافة التي فصلتها عن "زلزال الحوز" أقل من 3 أسابيع، وهذا دليل على التعافي السريع والجهوزية العالية. هذه الفعاليات، زانها احتفال فندق "المامونية" بمدينة مراكش، في 7 أكتوبر الجاري، بالذكرى المئوية لتأسيسه، في أمسية مبهجة، تناقلت صورها والفيديوهات بشكل واسع وسائل التواصل الاجتماعي. 
كل ما سبق، هو حلقة ضمن سلسلة من الأحداث المتتابعة، التي تشهدها المملكة المغربية، ما يعني أن هناك ورش عمل وبناء ومشاريع كبيرة، البعض بدأ، والبعض قيد التخطيط، من أجل تحسين البنية التحتية، وتطوير الطرق والمرافق العامة، وجذب المزيد من الاستثمارات، والتحضير لرفع الطاقة الاستيعابية لاستقبال المزيد من السائحين؛ لأن مناسبات كـ "كأس أمم أفريقيا 2025"، و"كأس العالم 2030"، تعد فرصاً للتحديث والتنمية، ورفد الاقتصاد المحلي عبر اجتذاب رؤوس أموال خارجية، وأيضاً دفع الشركات المحلية للانخراط في المشاريع الواسعة، ما يعني فتح المجال أمام فرص عمل جديدة للمواطنين، وبالتالي دفع الدورة الاقتصادية نحو النمو بشكل أفضل وأسرع.

كاتب وإعلامي سعودي

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .