العدد 5475
الأربعاء 11 أكتوبر 2023
banner
اتحاد الكرة لا يتحمل المسؤولية وحده!!
الأربعاء 11 أكتوبر 2023

في الموسم الذي سبق، طرحت في هذه المساحة سؤالًا يعتبر ملحًّا في هذا الزمن: إلى متى ستظل تقنية الفار بعيدة عنا؟ أوردت أيضًا معلومات تاريخية حول هذا الابتكار الثوري في عالم كرة القدم، الذي أصبح في النهاية جزءًا لا يمكن الاستغناء عنه في اللعبة.
لقد فوجئت حينها بتفاعلات القراء والمتابعين، حيث جعل العديد منهم القضية أكثر تعقيدًا، بدلًا من استكشاف طرق لحلها. بعضهم يعتبر التكلفة مرتفعة جدًا، والبعض الآخر لفت إلى أن توفير هذه التقنية يتطلب صيانة الملاعب باعتبارها الأولوية، وأشار آخرون إلى قضايا أخرى ربما نناقشها في يوم من الأيام!!
ولكي لا يكون هناك لبس، ثمة تحركات جادة يقودها الاتحاد البحريني لكرة القدم برئاسة الشيخ علي بن خليفة آل خليفة، ولا يخفى على أحد أن أمين عام اتحاد الكرة الأخ راشد الزعبي طرح مشروع جلب تقنية الفار إلى الملاعب البحرينية، وكشف عن التكلفة المالية المتوقعة للتنفيذ، لكن الاتحاد لن يكون قادرًا على القيام بهذه المهمة منفردًا، فهناك العديد من الجهات التي يتوجب أيضًا أن تقوم بدورها فيما يتعلق بمسؤوليتها اللوجستية لاستكمال هذا المشروع الضروري، مثل “التصوير بالفيديو” والمتعلق بالنقل التلفزيوني من جانب وزارة الإعلام، وتطوير ”المنشآت والملاعب” التي هي إدارة تحت مظلة الهيئة العامة للرياضة، وفضلًا عن ذلك تبقى مسألة  التكلفة المالية وهذا الأمر يمكن أن تسهم في تحريكه الشركات الوطنية والخاصة على حد سواء، كواجب أخلاقي تجاه المجتمع والشباب في مملكة البحرين.
 لذلك أدرك تمامًا الصعوبات التي تعترض عملية تنصيب تقنيات وأنظمة “الفار” في ملاعبنا كونها تحتاج إلى تحديث يتناسب مع متطلبات هذه التقنية المتقدمة، حيث يفرض الاتحاد الدولي شروطًا لاعتمادها بشكل رسمي في الدول، كما أن الحكام الذين سيتعاملون مع هذه النوعية من التكنولوجيا يجب أن يحصلوا على رخصة دولية؛ نظرًا لما تتمتع به تقنية الفار من أهمية إلى حد الضرورة في عالم كرة القدم  في الوقت الحاضر وذلك للحد من الأخطاء البشرية التحكيمية التي تفسد المباريات في بعض الأحيان!!
أعيد وأكرر، نحن نتحدث عن تكنولوجيا تم إدخالها رسميًا لأول مرة في العام 2013، وقد مر عقد من الزمن على ظهور “الفار”، ولكن لا نعرف بعد موعد وصولها النهائي إلى ملاعبنا، حيث خرجت الجماهير البحرينية عن طورها وهي ترى نزيف النقاط مستمر بسبب الأخطاء التحكيمية، وقد يكون اتحاد الكرة في الواجهة أمام الانتقادات اللاذعة، لكنه في حقيقة الأمر، لا يتحمل المسؤولية وحده، فهو يحتاج إلى تمويل مالي ودعم لوجستي لتنفيذ هذا المشروع الضخم والضروري في عالم كرة القدم.
في الختام، أتمنى أن تتكلل الجهود التي يقوم بها اتحاد الكرة باستكمال مشروع الفار، وريثما يتحقق ذلك أدعو الجماهير البحرينية لتخفيف ضغطها وانتقاداتها اللاذعة للحكام البحرينيين، فهم لا يتعمدون الأخطاء، وليس في وسعهم تقديم المزيد دون أن تتوافر لهم كامل المعدات الحديثة في عالم التحكيم.
إن الضغط على اتحاد الكرة والقسوة على الحكام، لن يجلب الحل، بل سيعقد المسألة، لأن المطلوب أكبر من الإمكانات المتوافرة حاليًا، وبالتالي، سيكون من الإجحاف، أن نقارن بين التحكيم في الدول التي تملك تقنية الفار، وبين التحكيم في البحرين، وأنا واثق أن القيادات الرياضية في مملكة البحرين سوف تجد الحلول الشافية لهذه المشكلة في أقرب وقت ممكن.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية