يأتي العاشر من أكتوبر بشعاره هذا العام ليخبرنا أن الصحة النفسية أولوية للجميع، ففي اليوم العالمي للصحة النفسية تتكاتف الجهود التي تسعى لنشر ثقافة الوعي النفسي بين أفراد المجتمع، كما أنه يوم مهم لتعزيز الخدمات المقدمة للأفراد في مختلف المجالات وبالتحديد في المجال الصحي. 
وتعتبر الصحة النفسية أولوية في حياة كل فرد، خصوصا أن نجاح الفرد في الحياة قائم على مدى استقراره النفسي وتكامل الجوانب الفكرية والشعورية لديه وانعكاسها على الجوانب السلوكية كذلك، وبالتالي فإن الرعاية النفسية تتطلب الوعي الكبير بالمتغيرات النفسية التي قد يمر بها الفرد، الأمر في حالة تعرضه للمواقف الضاغطة والشعور بالحاجة للمساعدة، الأمر الذي يجعله يأخذ خطوة فعالة لطلب المساعدة قبل أن تتضاعف الأعراض النفسية لديه، ويعد طلب الاستشارة النفسية من أوجه الثقافة النفسية لدى الأفراد، خصوصا أن وظيفة المختصين في المجال هو دعم الأفراد وتقديم العلاج المناسب لهم من خلال القنوات المتعددة للدعم النفسي.
إن الوعي في المجال النفسي يعد أحد أبواب نجاح العلاقات سواء كانت العلاقات في العمل أو على مستوى العائلة أو حتى أثناء التفاعل مع أفراد المجتمع، وذلك لأن فهم الشخصية ومتطلباتها مهم لبناء علاقات سوية، كما يساهم هذا الوعي في تربية الأبناء على المستوى الأسري، والذي يتطلب تكثيف الجهود من قبل المربين للاطلاع والمعرفة من أجل تأمين حياة أسرية سليمة للأبناء.
إن موضوع الصحة النفسية يحتم علينا أن نتعرف على مظاهر الصحة النفسية السليمة ومحاولة تجديدها باستمرار وقد تتمثل في تكوين علاقات أسرية سليمة، التعرف على الذات وتقبلها ومعالجة الاضطرابات التي تتعرض لها، التقليل من حجم الضغوطات الحياتية أو التعامل معها بقدر من الاتزان، الابتعاد عن التوتر والقلق، وتعزيز الرفاهية. 

كاتبة وأخصائية نفسية بحرينية