العدد 5468
الأربعاء 04 أكتوبر 2023
banner
ما ذنبهم
الأربعاء 04 أكتوبر 2023

الأسرة هي الملاذ الآمن الذي تتم من خلاله تلبية احتياجات الفرد منذ بداية ولادته، وتمتد في مهمتها حتى المراحل العمرية المتقدمة، ويحدث كثيرا أن يتعرض النسق الأسري لكثير من المشكلات التي تهدد استقرار العائلة، وتنتج عنها حالة الانفصال بين الزوجين، حيث تتعدد الأسباب وتختلف، والتي تمهد لاتخاذ قرار، وقد ينتج عن هذا الانفصال وجود الأبناء في منتصف الدرب بين أم تعيد بناء حياتها، وأب يحاول التكيف مع وضعه الجديد، نظرا لكثرة القضايا الأسرية المتوقعة وغير المتوقعة، فإن الأمر يؤكد أن حياة الأبناء لن تقف عند هذا القرار المصري عندما يقرر الأبوين الانفصال، بل ستستمر تكيفا مع الوضع الأسري الجديد الذي يتحتم فيه على الوالدين مراعاته قبل أخذ قرار الانفصال والتفكير فيه وتهيئة كل السبل التي تحفظ للأبناء حياة كريمة قدر المستطاع.
إن انفصال الزوجين إذا وقع لا يعني انفصالهم عن الأبناء أو التخلي عنهم لأن ليس لهم أي ذنب في قرارات مصيرية حدثت وتغيرت بعد ولادتهم، لكن يستطيع الأبوين أن يحفظا حياة أبنائهما بعيدا عن معاقبتهم وزجهم في الخلافات والمشاحنات التي تتضح فيها بعد ذلك مظاهر الانتقام على حساب الأبناء الذين يريدون أن يعيشوا حياة طيبة تتم فيها تلبية كل احتياجاتهم بدلا من أن تكرس في عقولهم أنهم ضحايا للطلاق الذي وقع، ما يساهم في تنشئة الطفل في بيئة غير صحية وتشكل أنماط من الشخصية المرضية، فما سيعيشه الطفل في صغره سيظهر أثره في كبره. إن رعاية الأبناء إذا لم تكن بحس من المسؤولية والقيام بالأدوار الأبوية السليمة ووضع الأبناء في مقدمة الأولويات، سواء بوجود الأبوين معاً أو بعدم وجودهم معاً، فإنه لا جدوى منها.
* كاتبة وأخصائية بحرينية

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية