العدد 5461
الأربعاء 27 سبتمبر 2023
banner
ابني مكتئب
الأربعاء 27 سبتمبر 2023

تشكل الحالة النفسية للأبناء مصدر قلق واهتمام بالنسبة لأولياء الأمور، خصوصا في مرحلة المراهقة، تصف إحدى الأمهات حالة ابنها وتقول إن ابني يبلغ الخامسة عشرة من العمر، لكن مظهره يوحي بأنه في عمر متقدم، فجأة شعرت بتغيرات كثيرة طرأت على حالته النفسية، بدأ الانعزال عنا والانسحاب من حياتنا الأسرية، لدرجة أنه هجر أعز أصدقائه وبات لا يرد على الاتصالات ويرفض لقاء أحد، فقد الرغبة في التجمعات العائلية أو الخروج للتنزه، بدأت تسيطر عليه مشاعر الحزن والإحباط من كل شيء في الحياة، وأحيانا كثيرة كان يبكي دون سبب، عدا عن نوبات الغضب التي كانت تجعله غير قادر على التعامل مع إخوته، فجأة شعرت أنني فقدت ابني الذي فقد ثقته بنفسه.
بلا شك يعد اكتئاب المراهقين من القضايا النفسية الخطيرة التي تستوجب على الوالدين تفعيل الملاحظة بصورة مستمرة والحرص على التدخل في الوقت المناسب من أجل إنقاذ أبنائهم، وتقديم الدعم النفسي اللازم من خلال الاستشارات النفسية، ولعل أهم مفاتيح العلاج الكشف المبكر عن الاضطراب والسعي لطلب المساعدة تفاديا لازدياد الأعراض التي تؤدي لعواقب وخيمة.
وهناك عوامل عديدة تحفز ظهور اضطراب الاكتئاب لدى المراهقين منها المشكلات الأسرية وغياب دور الوالدين في التربية، والتعرض للتنمر، وبسبب بعض المشكلات التي لها علاقة باضطرابات الشخصية، وتأثير وسائل التواصل والألعاب الإلكترونية المدمرة. إن اكتئاب المراهقين يحتاج إلى علاج طويل بحسب درجة الاضطراب، ويحتاج إلى وعي أسري كبير من قبل الوالدين والأبناء لأنهم جزء كبير من الخطة العلاجية التي ستعين الفرد المصاب على الشفاء. 

*كاتبة وأخصائية نفسية بحرينية

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية