العدد 5474
الثلاثاء 10 أكتوبر 2023
banner
جائزة نوبل وشكوك كورونا
الثلاثاء 10 أكتوبر 2023

بعد أن هدأت عاصفة كورونا التي اجتاحت العالم أجمع وحصدت أرواح الملايين عبر أرجائه، وبعد أن قالت منظمة الصحة العالمية قبل نحو نصف عام إن كوفيد - 19 لم يعد يشكل حالة طوارئ صحية عالمية، جاءت مؤسسة نوبل بمكانتها الرفيعة وتاريخها العريق لتجدد الحديث عن تلك الفترة السوداء الحزينة من تاريخ البشرية بعد إعلانها في 2 أكتوبر الجاري 2023 منح جائزتها للطب لكل من المجرية كاتالين كاريكو والأميركي درو وايزمان لدورهما المهم في تطوير لقاحات مضادة لفيروس كورونا باكتشافاتهما المتعلقة بلقاح الحمض النووي الريبوزي المرسال.
وقد عبرت الهيئة المانحة لجائزة نوبل في الطب بوضوح عن أن الفائزَين ساهما بوتيرة لم يسبق لها مثيل في التوصل إلى لقاحات في خضمّ أحد أكبر التهديدات لصحة الإنسان في العصر الحديث.
إلا أن التساؤل المطروح الآن هو عن تأثير هذه الجائزة في إخماد صوت المشككين في حقيقة فيروس كورونا والمحذرين من مخاطر اللقاحات على جوانب عديدة من صحة الإنسان، وهل الفترة الزمنية البعيدة نسبيًا بين انتهاء الموجة العاصفة والعاتية من فيروس كورونا وبين منح نوبل لمن ساهم في مواجهته يصب في صالح العلم والعلماء الذين عملوا تحت ضغوط متزايدة في مواجهة فيروس جديد وخطير وضد أنباء وأخبار وشائعات متناثرة هنا وهناك زادت من صعوبة مهمتهم وقللت الاقتناع العام بنتائج أبحاثهم واختراعاتهم واكتشافاتهم المرتبطة بهذا الفيروس، سواء كان ذلك بقصد من مروجي هذه الشكوك أم بجهل منهم.
ربما يصب هذا التباعد في مصلحة العلم ويؤكد حقيقة وجود فيروس كورونا وأهمية وسلامة لقاحاته، لأنه يعني أن قرار منح الجائزة جاء بعد أن وضعت الجائحة أوزارها وتكشفت الكثير من حقائقها وأبعادها وخضعت لدراسة متأنية ورصينة دون تأثر باتجاه محدد.
لكن الأمر يحتاج للمزيد من الجهد العلمي المفند لما تراكم من شائعات حول حقيقة فيروس كورونا، ولما انتشر من تحذيرات من اللقاحات والتطعيمات وتأثيراتها المستقبلية الخطيرة على الصحة وما أحدثه ذلك من انقسامات بين الناس.

كاتب مصري
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .