بعض الشخصيات لا يمكن لمساحة مقال أن تغطي مكانتهم، أو تستذكر مآثرهم الخيرة، في الدين، والدعوة، وتحفيظ كتاب الله، ولا تستطيع أيضاً أن تبين ما لهم من حضور في نفوس الناس، وما تركوه من خير وفعل، لكنني وفي مقال اليوم، أستذكر شخصية أخلاقية، ودعوية وتربوية، استثنائية، هو المرحوم والمربي الفاضل الشيخ يوسف عبدالرحمن فقيه، والذي عرفته البحرين منذ عقود عدة، كمعلم لمادة التربية الإسلامية، وإمام مفوه، وخطيب مخضرم، وداعية للخير، والصلاة، وذكر الله.
والشيخ يوسف المبتسم دائماً، والذي تزاحمت جنازته بأفواج بشرية ضخمة، لكي تزفه لمثواه الأخير، هو من أسس مركز الشيخ عيسى بن علي لتحفيظ القرآن الكريم وتدريس علومه، فكان مشرفاً مباشراً لحلقاته القرآنية لسنوات طويلة، حيث خرج الكثير من القراء والحفاظ ممن أصبحوا اليوم دعائم خير في البحرين، كما كان الشيخ الجليل، من أوائل الطلبة (مع شقيقه محمد) الذين درسوا في جامعة الإمام محمد بن سعود، وبعد أربعة أعوام من الدراسة عاد للبحرين ليعمل كمدرس للتربية الإسلامية، ثم تزوج من أسرة محرقية كريمة، حيث ناسب الشيخ الفاضل عبدالله الغرير، والذي يعد علما من أعلام الدعوة ونشر كتاب الله.
ولقد جمع الفقيد رحمه الله الكثير من الصفات الحميدة من علم وأخلاق وقيادة، وتواضع، وتربية، وكان يثني عليه كل من يعرفه، بخلقه، وحسن تعامله، وقد استمر بنهجه كطالب علم، حتى وفاته رحمه الله تاركاً وراءه إرثا كبيرا من العلم والمعرفة، والتوصية، والقراءة، وتذكير النشء بواجبهم تجاه هذا الدين العظيم رحمه الله وغفر له.
* كاتب بحريني