هل ستختار أن يكون بدء العام الدراسي سعيدًا عليك، أم ستختار الدخول في دوامة المرض بالتذمر مع المنغصات السنوية المعتادة، الزحمة لن تختفي، والشوارع لن تتوقف عن قذف السواق المخالفين والمستهترين في طريقك، فتذكر أنك إنما تملك التحكم في ردة فعلك لا في تصرفاتهم، فإياك أن ترد، ودع هؤلاء يمرون ويرحلون، لا تخلق حروبا عقيمة بنزولك الشارع للتلاسن أو التشاجر أو “فش غضبك”، فإن ذلك مدخل الشياطين، وكم طالعتنا الصحف بقصص مشابهة، انتهت بعاهات مستديمة وزنازين السجون، فالجاني والمجني عليه خاسران على كل حال، وإذا ما خرجت يومًا ما متأخرًا فواسِ نفسك بقول الشاعر: “قد يدركُ المتأنِّي بعضَ حاجتِه وقد يكونُ مع المستعجلِ الزَّللُ”، فالعجلة والقيادة السريعة تفقدك التحكم وقد تنتهي بك - لا قدر الله - إلى حادث يعطلك أضعاف ما كنت تسعى أن توفر من وقت، وربما لا تصل، ففي التأني السلامة، وفي العجلة الندامة.
وإذا كنت وليّ أمر، فطلبات بعض رياض الأطفال والمدارس لن تتوقف عن استفزازك متى ما تعاملت مع الأمر بشكل خاطئ، فاليوم الأخضر، واليوم الأصفر، والأزرق، والبني.. قادمٌ لا محالة، سيُطلب طعام وأدوات وملابس بنفس اللون لكل يوم منها، ستتوه في الأسواق وأنت تبحث عن هذه الأشياء، فلا تزعل أو تحزن، واعتبرها تجربة مفيدة لك في التعود على الصبر في المكاره. قد يعتدي على أولادك زملاؤهم في المدرسة وربما يتنمرون عليهم، فاحتوِ الأمر بدون عصبية، فهذه الأمور تحدث عادة، واختر الحكمة بدلًا من روح الانتقام والتشفي عبر البحث عن المعتدي وضربه، ومازلنا نذكر مقطع الفيديو الذي وثق قيام والدة أحد الطلبة بضرب طالب اعتدى على ابنها في المدرسة، حيث ترصدت له في الشارع وضربته ضربًا مبرحًا، وانتهى بها المطاف بالحبس، فلسنا في غابة القوي فيها يضرب الضعيف، ولكل مشكلة حلول حضارية متمدنة، فاحرص أن تسمع أو تقرأ ما يثقفك ويقويك لكبح مشاعرك الانفعالية، وأن تملك نفسك وقرارك، ودونك الكثير ممن تطرقوا لمثل هذا في كتاباتهم، كخالد المنيف في كتاب “المرحلة الملكية”، أو النظر في أدبيات الفلسفة الرواقية، فذلك مما يعينك على ما ذكرت، ونرجو لكم عاما دراسيا سعيدًا.
* كاتب بحريني