العدد 5429
السبت 26 أغسطس 2023
banner
الشباب رهان المرحلة
السبت 26 أغسطس 2023

لم يكن شعارا فضفاضا، ولا لافتة حماسية على جدار تلك الرؤية التي وضعت الشباب العربي في مقدمة الطموح، فوق أهازيج الأمنيات الطيبة وتحويلها إلى حقائق على أرض الواقع. الأمثلة كثيرة على وضع شبابنا في مراكز صنع القرار، قرأت ذلك في عيون التوجه البحريني مؤخرا، وسمو ولي العهد رئيس الوزراء يضع تدريب شباب الأجهزة الحكومية فوق كل اعتبار، ورأيته في مصر العربية عندما قادت "المتحدة للخدمات الإعلامية" كتائب الشباب الإعلامي المتحمس لتضعهم على سدة صناعة القرار في عدة صحف، وفي عدة قنوات فضائية، واضعة نصب عينها أن الشباب الذي هو نصف الحاضر سيكون بإذن الله كل المستقبل.
لقد راهنت "المتحدة للخدمات الإعلامية" في مصر العربية وهي تبذل اليوم كل ما في وسعها كي تكسب الرهان، وكي تفكر بلغة المستقبل، وتضع المهاريين الواعدين في مكانهم الطبيعي الطليعي، ثم تذهب إلى قوانا الناعمة في كل مجال لتصنع من المحتوى المتوفر كل ما يعبر عن الحراك الوطني الراهن، وكل ما يمكن أن ينتج عنه من أثر وتأثير لتطوير العقل الجمعي للأمة، وإكسابه روحًا مفعمة متألقة جديدة ملؤها التحرر والالتزام واستيعاب تكنولوجيا المعارف الواسعة. لقد قرأت خلال الأيام القليلة الماضية في عدة صحف عربية وعلى رأسها صحيفتنا الغراء "البلاد" البحرينية كيف يمكن من خلال ثقافة التمكين أن نضع المرأة في مراكز اتخاذ القرار، وكيفية تمكينها من خلال تطوير منظومة الأداء وتقليل الاعتماد على الوسائل والآليات التقليدية لحساب الثورة المعلوماتية الهائلة، والنماء المستدام، ثم كيف وجدت أن في ذلك التوجه الجديد تلاقحا فكريا فاعلا ومتصلا مع دول الإقليم قاطبة، خصوصا في كنانتنا الغالية مصر العربية.
إن شبابنا زاخر بالإمكانيات والطاقات التي لا يحب إهدارها أو غض الطرف عنها، خصوصا أننا قاب قوسين أو أدنى من مرحلة تحولات فارقة في عصرنا الحديث، وأننا ربما ولأول مرة نكون أمام ثورة تكنولوجية تفقد فيها خوارزميات وإحداثيات المراحل الماضية جميعها كينونتها بل وحيويتها، حيث أصبح التداخل الحاد بين ما يسمى بالذكاء الاصطناعي ودوره الذي يهدد مئات الملايين من الوظائف لبني البشر هو الذي جعل من حتمية التفكير خارج جميع الصناديق المتاحة منهجا لابد من سبر أغواره وتوثيق مداراته ورسم ملامحه.
من هنا جاءت الأهمية، ومن هنا أصبح الرهان كبيرًا وخطيرًا على الشباب الذين رضعوا التقنية منذ نعومة أظافرهم وتعاملوا من دون رهبة أو تردد أو خوف مع مخرجاتها بكل سهولة ويسر.
واليوم آن الأوان للاستعانة بشبابنا الناهض الواعي المثقف لاستلام زمام الأمور ووضعها في نصابها الصحيح وهو ما ليس على بلادنا بالكثير.

كاتبة مصرية

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .